قوله:
وقال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ
ٱلۡأَسۡبَابُ﴾ قال: المودة، أي: التي كانت بينهم، خانتهم أحوج
ما كانوا إليها، قال عز وجل: ﴿وَقَالَ إِنَّمَا
ٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا مَّوَدَّةَ بَيۡنِكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ
ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُ بَعۡضُكُم بِبَعۡضٖ وَيَلۡعَنُ
بَعۡضُكُم بَعۡضٗا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ﴾ الآية [العنكبوت:
25].
**********
المحبة التي كانت بينهم في الدنيا
تقطعت وانقلبت عداوة، فالذين عبدوا الأصنام والأشجار والأحجار والأولياء
والصالحين، والذين عبدوا الجن والشياطين - في يوم القيامة تنقلب هذه العداوة إلى
بغض.
قال عز وجل: ﴿وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن
يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ
وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ ٥وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ
وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ ٦﴾ [الأحقاف: 5- 6].
وفي هذه الآية يقول عز وجل: ﴿إِذۡ
تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ
وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ﴾ [البقرة: 166].
تحولت المحبة التي كانت بينهم في الدنيا إلى عداوة؛ كما في قوله عز وجل: ﴿ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۢ
بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 67]. مع
أن الخُلة هي أعلى درجات المحبة، وقد كانت بينهم في الدنيا، إلاَّ أنها يوم
القيامة تتحول إلى عداوة، ويقولون لقرنائهم: أنتم أضللتمونا، وأهلكتمونا، أنتم
السبب في دخولنا النار!!
قال عز وجل: ﴿وَإِذۡ يَتَحَآجُّونَ
فِي ٱلنَّارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا
لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا نَصِيبٗا مِّنَ ٱلنَّارِ﴾ [غافر: 47].
وقال: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ لَن نُّؤۡمِنَ بِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَلَا بِٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِۗ