×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 أَحَب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله، فتربصوا، أي: انتظِروا ماذا يَحُل بكم من عقابه» ([1]).

**********

 قال الشيخ رحمه الله: «باب قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ » أي: بيان تفسير هذه الآية والتي بعدها.

·       وهذا الباب في المحبة. والمحبة من أعمال القلوب، وهي على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: محبة العبادة، وهي التي يكون معها ذل وخضوع للمحبوب. وهذه أعظم أنواع العبادة.

فمَن أَحَب مع الله أحدًا يخافه ويرجوه، ويذل له ويخضع له، فقد أشرك بالله الشرك الأكبر. وهذا ما عليه المشركون عبدة الأوثان من الأصنام والقبور والأضرحة والأشجار والأحجار، ما عبدوها إلاَّ لأنهم يحبونها محبة ذل وخضوع وانقياد. وهذا لا يكون إلاَّ لله سبحانه وتعالى.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:

وعبادة الرحمن غاية حبه **** مع ذل عابده هما قطبانِ

فعليهما فَلَك العبادة دائر **** ما دار حتى قامت القطبانِ

ومداره بالأمر أمر رسوله **** لا بالهوى والنفس والشيطانِ

هذا تعريف العبادة: غاية الحب مع غاية الذل للمحبوب. ويتبع هذا جميع الأعمال، كل العبادة تدور على هذين القطبين: غاية الحب مع غاية الذل.


الشرح

([1])  انظر: تفسير ابن كثير (2/ 343).