×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فمَن أَحَب الله فقد عَبَده. ومَن أَحَب غير الله محبة ذل وخضوع فقد عبده مع الله سبحانه وتعالى. وهذا معنى قوله عز وجل: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ أي: يحبونهم محبة تساوي محبة الله.

فدل على أن المشركين يحبون الله، ولكنهم لم يُخْلِصوا محبتهم لله، بل أشركوا معه غيره فيها بخلاف المؤمنين: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ [البقرة: 165]، فالمؤمنون يحبون الله، والمشركون أيضًا يحبون الله، لكن المشركين يحبون مع الله غيره، وأما المؤمنون فهم يحبون الله محبة خالصة لا يحبون معه غيره؛ فلذلك صاروا أشد حبًّا لله عز وجل.

وهذه هي محبة العبودية التي يكون معها ذل وخضوع وانقياد للمحبوب.

النوع الثاني: محبة الشهوة واللذة؛ كمحبة الطعام والشراب والزوجة وسائر المشتهيات.

هذه محبة طبعية لا يؤاخَذ عليها الإنسان؛ لأنها ليس معها ذل ولا خضوع؛ كمن يحب الأكل والشرب، ويحب الفواكه، ويحب الزوجة. هذه محبة شهوة طبعية، لكنه لا يذل ولا يخضع للمحبوب، فلا يؤاخذ على هذا.

النوع الثالث: محبة عاطفة؛ كمحبة الوالد لولده، ومحبة الولد لوالده، ومحبة القريب لأقاربه وأرحامه. هذه محبة محمودة، أن تحب والديك، وتحب أولادك، وتحب أقاربك، وهي من صلة الأرحام، وليس فيها شرك؛ لأنها ليس معها ذل ولا خضوع، وليس معها انقياد للمحبوب، إنما هي محبة عاطفة وشفقة.


الشرح