باب: قول الله تعالى:
﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ
ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ
ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [الأعراف: 99].
**********
قوله:
باب قول الله تعالى: ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ
ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾: أراد المصنف
رحمه الله أن الأمن من مكر الله يدل على ضعف الإيمان، فلا يبالي صاحبه بما تَرَك
من الواجبات، وفَعَل من المحرمات؛ لعدم خوفه من الله بما فَعَل أو تَرَك. وهذا من
أعظم الذنوب وأجمعها للعيوب.
ومعنى
الآية: أن الله تبارك وتعالى لما ذَكَر حال أهل القرى المكذِّبين للرسل، بَيَّن أن
الذي حملهم على ذلك هو الأمن من مكر الله، وعدم الخوف منه؛ وذلك أنهم أَمِنوا مكر
الله لما استدرجهم بالسراء والنعم، فاستبعدوا أن يكون ذلك مكرًا.
قال
الحسن: «مَن وُسِّع عليه فلم يَر أنه يُمْكَر به، فلا رأي له» ([1]).
وقال قتادة: «بَغَتَ القومَ أمرُ الله، وما أَخَذ الله قومًا قط إلاَّ عند سَلوتهم وعزتهم، فلا تغتروا بالله» ([2]).
([1]) أخرجه: ابن أبي حاتم في تفسيره (4/ 1291)، وانظر: الدر المنثور (3/ 270).
الصفحة 1 / 513