وقال إسماعيل بن رافع: «من
الأمن من مكر الله: إقامة العبد على الذنب يتمنَّى على الله المغفرة». رواه ابن
أبي حاتم ([1]).
**********
قال رحمه الله: «باب قول الله تعالى: ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ
فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾»، هذا الباب في الخوف والرجاء، وهما نوعان من أنواع
العبادة، ولابد من الجمع بينهما، فلا يكون الإنسان خائفًا فقط إلاَّ بعد أن يقنط
من رحمة الله وييأس من رَوْح الله، ولا يكون راجيًا فقط إلاَّ بعد أن يأمن مكر
الله وعذاب الله.
والواجب على العبد أن يكون خائفًا راجيًا.
وقد جاء الخوف في كثير من الآيات، وهي ما تسمى آيات الوعيد، وجاء ذكر الرجاء
في كثير من الآيات، وهي ما تسمى آيات الوعد.
فالخوارج والمعتزلة أخذوا بآيات الوعيد، وكفَّروا الناس بالكبائر التي دون
الشرك، وخلَّدوهم في النار.
وهؤلاء يقال لهم: «الوعيدية»؛
لأنهم أخذوا نصوص الوعيد وتركوا نصوص الوعد.
والمُرجِئة على النقيض منهم، أخذوا بنصوص الوعد، وتركوا نصوص الوعيد، فقالوا: «لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة»، فتساهلوا في أمر المعاصي والمخالفات، وقالوا: «ما دام الإنسان مؤمنًا بقلبه ولسانه فمسألة المعاصي لا تضره».
([1]) أخرجه: ابن أبي حاتم في تفسيره (5/1529)، وانظر: الدر المنثور (3/507).