قوله: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ
قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ» وهذا فيه إثبات المحبة لله عز وجل، وأنها صفة من صفاته،
وأنه يحب عباده المؤمنين ويبغض أعداءه الكافرين.
«ابْتَلاَهُمْ» أي: امتحنهم
بالشدائد والمكاره.
«فَمَنْ رَضِيَ» بالقضاء والقدر ولم
يجزع «فَلَهُ الرِّضَا» من الله. وهذا
فيه وصف الله عز وجل بالرضا أيضًا؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فمَن رضي بقضاء الله
وقدره رضي الله عنه.
«وَمَنْ سَخِطَ» على القضاء والقدر
وجَزِع «فَلَهُ السَّخَطُ» من الله.
وهذا فيه: وصف الله عز وجل بأنه يسخط ويغضب ويحب ويكره، ولكنها صفات تليق
بجلاله، وليست مثل صفات المخلوقين.
وفيه: أن الجزاء من جنس العمل.
وفيه: أن ما يقع على العباد من المصائب فإنما هو ابتلاء وامتحان: فمَن صبر
حاز الأجر والرضا من الله. ومَن سَخِط حاز السَّخَط والعقوبة من الله سبحانه
وتعالى.
فهذا الباب بما فيه من الآية والأحاديث يدل على أن الصبر من الإيمان، كما
قال الشيخ رحمه الله في الترجمة.
**********
الصفحة 19 / 513