قوله: «من الإيمان بالله» أي: من خصال الإيمان؛
لأن الإيمان شُعَب كثيرة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً،
فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى
عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ» ([1]).
فالإيمان شُعَب كثيرة، ومنها الصبر على أقدار الله.
وقد سبق بيان أن الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان، كما في حديث
جبريل عليه السلام، الذي في الصحيح، من حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قَالَ: «قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِْيمَانِ،
قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ،
وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، قال: «صَدَقْتَ»» ([2]).
فالإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان. أما الصبر على القدر فهو شُعبة من
شُعب الإيمان. ومن لم يؤمن بالقدر فليس بمؤمن. ومن لم يصبر فإن إيمانه ناقص، أي:
يكون مؤمنًا ناقص الإيمان.
والأقدار: جمع «قَدَر»، وهي ما
قَدَّره الله وقضاه وكَتَبه في اللوح المحفوظ.
وكل ما يجري في هذا الكون من خير أو شر ومن نعمة أو نقمة، مما يحبه العباد وما يكرهونه؛ فإنه بقضاء الله وقدره، لا يَخرج شيء عن قضائه وقدره.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (9)، ومسلم رقم (35).