×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: وقول الله تعالى: ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ: وأول الآية: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ [التغابن 11]، أي: بمشيئته وإرادته؛ كما قال في الآية الأخرى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ [الحديد: 22].

قوله: قال علقمة: «هو الرجل تصيبه المصيبة، فيَعلم أنها من عند الله، فيَرضى ويُسلِّم»: هذا الأثر رواه ابن جرير وابن أبي حاتم. ورُوِي عن ابن مسعود ([1]).

وعلقمة: هو ابن قيس بن عبد الله النَّخَعي، الكوفي، وُلد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وسَمِع من أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وعائشة... وغيرهم. وهو من كبار التابعين وعلمائهم وثقاتهم. مات بعد الستين.

وفي هذا الأثر دليل على أن الأعمال من مسمى الإيمان.

وفي الآية بيان أن مِن ثواب الصبر هداية القلب.

**********

 قول الله عز وجل في سورة التغابن: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ هذا عام لجميع المصائب؛ لأن ﴿مَآ اسم موصول، والأسماء الموصولة من صيغ العموم، ﴿إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ أي: بقضائه وقدره. فليس هناك مصيبة بقضاء الله وقدره، ومصيبة خارجة عن قضاء الله وقدره.


الشرح

([1])  انظر: تغليق التعليق (4/341)، والدُّر المنثور (8/ 184).