وأما كون الإنسان ينهَى عن الشيء وهو لا يبينه ولا يوضحه للناس، فهذا من
القصور في العلم والتعليم.
فمَن نَهى عن الشرك يبين ما هو الشرك وما هي أنواعه. ومَن نَهى عن الربا
يبين ما هو الربا وما هي أنواعه؟ ومَن نَهى عن السحر يبين ما هو السحر وما هي
أنواعه؟ حتى يكون الناس على بصيرة وعلى بينة.
وهذا ما صنعه المؤلف رحمه الله في هذا الباب، فإنه تفسير للباب الذي قبله
وتوضيح له.
ومما حَمَل المصنف - أيضًا على عقد هذا الباب: أن هناك خوارق تَجري على
أيدي بعض الناس خارجة عن الأسباب المعروفة؛ مثل: المشي على الماء، والطيران في
الهواء، والإخبار عن الأشياء الغائبة، وإحضار الشيء البعيد.
وهذه الخوارق إن جرت على أيدي الصالحين، فهي كرامات من الله سبحانه وتعالى.
والكرامات ثابتة عند أهل السُّنة والجماعة، تَجري على أيدي الصالحين إكرامًا لهم
من الله سبحانه وتعالى.
وقد تَجري على أيدي الكفرة والفساق والمنافقين، فتكون هذه الخوارق شيطانية،
يَفتنون بها الناس ويُلبسون بها على الناس، وهي إما سحر يَستخدم خلاله هؤلاء
الفساقُ الشياطينَ، فتخدمهم الشياطين بهذه الأمور التي ليست من مقدور بني آدم.
وإما أن لها أسبابًا خفية لم تَظهر للناس مِن حِيَل، يعملونها.