×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 فمن أجل الْتباس الحق بالباطل في هذه الخوارق، أراد الشيخ أن يَعقد هذا الباب ليبين أن هذه الخوارق من السحر وليست من الكرامات.

فيجب أن نعرف الفرق بين الكرامات وخوارق الشيطان؛ لئلا يلتبس الأمر، ولئلا يتخذ المخرفون والمنحرفون الخوارق الشيطانية دليلاً على الولاية لله عز وجل، فيعبدون هؤلاء من دون الله عز وجل.

قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعِيَافَةَ، وَالطَّرْقَ، وَالطِّيَرَةَ مِنَ الْجِبْتِ» أي: أنواع من السحر.

وهذا الحديث رواه أحمد رحمه الله في مسنده، بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، موثقًا بالرجال الثقات.

والجِبْت: هو السحر، كما سبق في الباب الذي قبل هذا، أن عمر رضي الله عنه قال في تفسير قوله عز وجل: ﴿يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ [النساء: 51]: الجبت: هو السحر. و«الْجِبْت» كلمة عامة تشمل أشياء، منها السحر، بل السحر أعظم أنواع الجِبْت.

والعِيافة: فسَّرها الراوي، وهو عوف بن أبي جَميلة البصري، المعروف بعوف الأعرابي، قال: «الْعِيَافَةُ: زَجْرُ الطَّيْرِ» يعني: التطير.

وذلك أنهم كانوا في الجاهلية يتشاءمون بأنواع من الطيور إذا رأوها أو سمعوا أصواتها؛ كالغراب والبُومة. وهي الهامة. فإذا رأوا الطيور تطير على صفة معينة عندهم، أو سمعوا صوت بعضها؛ كرهوا ذلك وتراجعوا عما عزموا عليه من سفر وغيره.


الشرح