×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ فَقَدْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ» ([1]). رواه أبو داود بإسناد صحيح: وكذا صححه النووي والذهبي، ورواه أحمد وابن ماجه.

قوله: «مَنْ اقْتَبَسَ»: قال أبو السعادات: قبستُ العلم، واقتبستُ: إذا عَلِمته. انتهى ([2]).

قوله: «شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ» أي: طائفة من علم النجوم. والشُّعبة: الطائفة، ومنه الحديث: «الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ» ([3])، أي: جزء منه.

قوله: «فَقَدْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ»: المحرم تعلمه. قال شيخ الإسلام: فقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن علم النجوم من السحر: وقد عز وجل: ﴿وَلَا يُفۡلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيۡثُ أَتَىٰ [طه: 69].

قوله: «زَادَ مَا زَادَ» أي: كلما زاد مِن تعلم النجوم زاد في السحر، وفي الإثم الحاصل بزيادة الاقتباس من شُعَبه، فإن ما يعتقدونه في النجوم من التأثير باطل، كما أن تأثير السحر باطل. والله أعلم.

**********

 وهذا أيضًا نوع آخر من أنواع السحر: التنجيم، وهو نسبة الحوادث الأرضية إلى الأحوال الفلكية، فيقولون: حدث كذا بسبب


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3905)، وابن ماجه رقم (3726)، وأحمد رقم (2840).

([2])  انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (4/4).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (9)، ومسلم رقم (35).