×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 طلوع النجم الفلاني أو غروب النجم الفلاني! فينسبون الحظوظ والنحوس إلى النجوم. ويقولون: «فلان نجمه منحوس»، أو «فلان نجمه محظوظ...» أو غير ذلك من نسبة الحوادث الأرضية إلى الأحوال الفلكية.

قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً» يعني: تَعَلَّمَ. والشُّعبة: الطائفة أو القطعة «مِنَ النُّجُومِ» يعني: تَعَلَّمَ شيئًا من التنجيم «فَقَدْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ»، دل على أن التنجيم نوع من أنواع السحر، وإذا كان نوعًا من أنواع السحر فإنه حرام وشرك.

ويجب أن تُنسب الأمور إلى الله سبحانه وتعالى، فهو الذي يدبر الكون بما فيه من نجوم وأفلاك، وهو الذي يُجري الحوادث في الأرض.

فالواجب أن تُنسب الأمور إلى قضاء الله وقدره لا إلى غيره، هذا هو التوحيد. وأما نسبة الأمور إلى غير الله فهذا شرك. ومن ذلك نسبة الأمور إلى النجوم. والنجوم ليس لها تدبير وليس لها أي عمل، إنما هي مسخرات بأمره سبحانه وتعالى، تطلع وتغرب بأمره، وجَعَل فيها مصالح وفوائد، فجعلها زينة للسماء، وجعلها رجومًا للشياطين، وعلامات يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر.

قال عز وجل: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ [الأنعام: 97]، وقال: ﴿إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ [الصافات: 6]، وقال: ﴿وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ [الملك: 5].


الشرح