هذه فوائد النجوم - كما سيأتي في التنجيم باب خاص -.
فالذي يتعلم التنجيم لهذا الغرض فإنه ساحر ومشرك.
أما الذي يتعلم علم النجوم لأجل الحساب فهذا لا بأس به، يتعلم منازل القمر،
ويتعلم سَيْر الشمس في بروجها، ويتعلم المواقيت وفصول السنة، وأوقات الصلوات
والصيام، والأوقات المناسبة للزراعة، هذا من العلوم المباحة، هذا يسمى علم
التسيير، وهو من فوائد النجوم، وليس فيه شرك، إنما هو لمعرفة الحساب، قال عز وجل: ﴿وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ
ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ
مُبۡصِرَةٗ لِّتَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡ وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ
وَٱلۡحِسَابَۚ وَكُلَّ شَيۡءٖ فَصَّلۡنَٰهُ تَفۡصِيلٗا﴾ [الإسراء: 12].
أما الذين يتعلمون التنجيم للاعتقاد والحظوظ والنحوس - كما يقولون - فهذا
هو السحر وهذا هو الشرك بالله عز وجل.
فينبغي أن يُفَرَّق بين هذا وهذا، وسيأتي له - إن شاء الله - باب خاص.
وقوله: «زَادَ مَا زَادَ»
أي: كلما زاد مِن تعلم هذا التنجيم، فإنه يزيد إثمه وكفره وشركه، فمُقِل
ومُستكثِر.
فلا يجوز تعلم التنجيم الذي عليه المشركون؛ لأنه شرك بالله عز وجل وادعاء
لعلم الغيب الذي لا يعلمه إلاَّ الله عز وجل.