وقوله:
وللنَّسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً، ثُمَّ نَفَثَ
فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا
وُكِلَ إِلَيْهِ» ([1]): هذا الحديث ذكره
المصنف رحمه الله من حديث أبي هريرة، وعزاه للنَّسَائي، وقد رواه النَّسَائي
مرفوعًا، وحَسَّنه ابن مفلح.
قوله:
وللنَّسَائي: هو الإمام الحافظ أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو
عبد الرحمن، صاحب «السنن الكبرى» و «المُجتبَى» وغيرهما، روى عن محمد بن
المُثَنَّى، وابن بشار، وقتيبة... وخَلْق. وكان إليه المنتهى في العلم بعلل
الحديث، مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمِائة، وله ثمانون سنة.
قوله:
«مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً، ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ»: قال عز وجل: ﴿وَمِن
شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ﴾ [الفلق: 4]، يعني: السواحر
اللاتي يفعلن ذلك. والنَّفْث: هو دون التَّفْل.
وقوله:
«وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ» أي: مَن عَلَّق قلبه بشيء، بحيث يرجوه
ويخافه؛ وَكَله الله إلى ذلك الشيء. ومَن قَصَر تعلقه على الله وحده، كفاه ووقاه؛
كما قال عز وجل: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ
فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ﴾ [الطلاق: 3]، وقال عز وجل: ﴿وَعَلَى
ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [المائدة: 23]،
ومَن تعلق قلبه بغير الله في رجاء نفع أو دفع ضر، فقد أشرك.
**********
([1]) أخرجه: النسائي رقم (4079)، والطبراني في +الأوسط؛ رقم (1469).