بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ
بَابُ الفِتَنِ
*****
بِسْمِ
اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ، الحَمدُ للهِ رَبّ العَالَمِين، وَصَلَّى اللهُ
وَسلَّمَ عَلَى نبيِّنَا محمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِه أَجْمَعِين، أمَّا
بَعْدُ:
قالَ
رحمه الله: «بَابُ
الفِتَنِ»؛ أيْ: فِي ذِكرِ مَا وَرَدَ مِن الأحَادِيثِ فِيمَا يَقَعُ مِن
الفِتَنِ فِي هَذِه الأمَّةِ، وذَلِك لأِجلِ التَّحذِيرِ مِنْهَا؛ لأِنَّ النّبيَّ
صلى الله عليه وسلم ذَكَرَها؛ لأجلِ التَّحذيرِ مِنْهَا، وأنَّ الإنْسَانَ
يَبتَعِدُ عَن الفِتنِ وَالدُّخُولِ فِيهَا، ومِن أَجلِ أنْ يَصْبِرَ علَى مَا
يُصِيبُهُ فِي دِينِه؛ لأنَّ سُنَّةَ اللهِ جل وعلا فِي عِبَادِه أنَّه يَمتَحِنُ
النَّاسَ؛ أيْ: يَختَبِرُهم.
والفِتَنُ:
جمْعُ فِتنَةٍ، وَهِيَ الاخْتِبَار، اللهُ يَختَبِرُ عِبَادَه؛ لِيَتَبيَّنَ
الصَّادقَ مِن الكَذّابِ، والمُؤمِنَ مِن المُنَافِقِ.
قالَ
تَعَالَى: ﴿الٓمٓ ١أَحَسِبَ
ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢وَلَقَدۡ
فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ
وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٣﴾
[العنكبوت: 1- 3].
اللهُ
جل وعلا يَعلَمُ فِي الأزَلِ كلَّ مَا يَكُونُ، وَلَكِنَّ هَذَا عِلمٌ خَاصٌّ،
العِلمُ العَامُّ هذَا فِي الأزَلِ، عَلِمَ كلَّ شَيءٍ - سُبْحَانَه -، وكتَبَه
فِي اللَّوحِ المَحفُوظِ، وإنَّمَا هذَا عِلمٌ عِنْدَ وقُوعِ الشَّيءِ، يَعلَمُ
سبحانه وتعالى وُقُوعَه فِي وَقتِهِ، ويَعلَمُ نَتَائِجَه.