×
شرح كتاب الفتن والحوداث

بَابُ النَّهْيِ عَن تَعَاطِي السَّيْفِ المَسْلُولِ

****

وَفِي المُسْنَدِ عَنْهُ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَوْمٍ يَتَعَاطَوْنَ سَيْفًا مَسْلُولاً، فَقَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ أَوَ لَيْسَ قَدْ نَهَيْتُ عَنْ هَذَا»، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا سَلَّ أَحَدُكُمْ سَيْفَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَأَرَادَ أَنْ يُنَاوِلَهُ أَخَاهُ، فَلْيُغْمِدْهُ، ثُمَّ يُنَاوِلْهُ إِيَّاهُ» ([1]).

****

 قَولُهُ رحمه الله: «بَابُ النَّهْيِ عَن تَعَاطِي السَّيْفِ المَسْلُولِ»؛ يَعْنِي: السِّلاَحَ يُوْثَقُ؛ لِئَلاَّ يُصِيبَ أَحَدًا، فَإِذَا أَرَدْتَ أن تَدْخُلَ سُوقًا، أَوْ تَدْخُلَ مَحَلَّ اجْتِمَاعٍ، فَعَلَيْك أن تُوَثِّقَ سِلاَحَك؛ لِئَلاَّ تَحْصُلَ مِنْهُ إصَابَاتٌ؛ السَّيْفُ تَغمِدُهُ فِي غِمْدِهِ، وَالْبُنْدُقِيَّةُ تُوَثِّقُها؛ لِئَلاَّ تُضْرِبَ الرَّشَاشَ، أَنْوَاعُ السِّلاَحِ لاَ يَجْعَلُهَا مَفْتُوحَةً فَتَحْصُلَ مِنْهَا إصَابَةٌ؛ فَتَكُونَ مُتَسَبِّبًا فِي قَتْلِ مُسْلِمٍ، فَلاَ يُتَسَاهَلْ فِي أَمْرِ السِّلاَحِ.

الَّذِينَ يَحتَفِلُون الآْنَ بِمُنَاسِبَاتٍ، وَيُحْضِرُونَ مَعَهُمْ بَنَادِقَ، هَذَا خَطَرٌ، وَهُم مُخْطِئُونَ، وكمَا حَصَلَ مِن الإِْصَابَاتِ وَالْقَتْلِ، وَهُم لَمْ يَقْصِدُوهُ، وَلَكَنَّهُمْ مُهْمِلُونَ، أَهْمَلُوا هَذَا.

أوَّلاً: لاَ يَدْخُلُ اجْتِمَاعَ النَّاسِ بِالسِّلاَحِ.

ثانيًا: إِذَا دَخَلَ واقْتَضَى الأَمْرُ دُخُولَه بِالسِّلاَحِ، يوْثِّقُ السِّلاَحَ؛ بِحَيْثُ لاَ يَنْفَلِتُ مِنْهُ شَيْءٌ؛ فَيقْتلُ مُسلمًا بَرِيئًا.

قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: «سَيْفًا مَسْلُولاً»، لاَ يَجُوزُ هَذَا؛ يَعْنِي: تُمِدُّونَ السَّيْفَ وَهْوَ مَسْلُولٌ؟! لاَ يَجُوزُ هَذَا؛ لأَنَّهُ مهيّأٌ لِلضَّرْبِ وَالإِْصَابَةِ،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (20429).