×
شرح كتاب الفتن والحوداث

بَابْ الدَّجَّالِ وَصِفَتِه وَمَا مَعَهُ

****

 مِن عَلاَمَاتِ السّاعةِ الكِبَارِ: خُروجُ الدَّجّالِ، وَفِتنَةُ المَسِيحِ الدَّجّالِ، وَهِي فِتنةٌ عَظِيمةٌ، حَذَّر مِنهَا الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم، وحَذَّرَ مِنهَا الأَنبِيَاءُ مِن قَبلِه؛ مَا مِن نَبِيٍّ إِلاَّ وَحَذَّرَ أُمّتَه الدَّجّالَ، وَأَكثَرُهم تَحذِيرًا هُو نَبِيُّنا مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؛ لأِنّهُ آخِرُ الأَنبِيَاءِ، وَلأِنَّ الدَّجّالَ يَخرُجُ فِي أُمتِهِ.

المَسِيحُ الدّجَّالُ، قِيلَ: سُمِّيَ بِالمَسِيحِ؛ لأِنَّهُ أَعوَرٌ مَمسُوحُ العَينِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ المَسِيحُ؛ لأِنّه يَمسَحُ الأَرضَ بِسُرعَةٍ، سَرِيعُ السَّيرِ فِي الأَرضِ.

وهُو مَسِيحُ الضَّلاَلةِ؛ فَرْقًا بَيْنَه وَبَيْنَ المَسِيحِ عِيسَى بنِ مَريَمَ عليه السلام مَسِيحُ الهِدَايَةِ.

سُمِّيَ عِيسَى بنُ مَريَمَ عليه السلام بِالمَسِيحِ، قَالُوا: لأَِنّه يَمسَحُ عَلَى ذِي العَاهَةِ، فَيَبْرَأُ - بِإِذنِ اللهِ -، وَهُو مَسِيحُ الهِدَايَةِ.

والدّجَّالُ سُمّيَ الدّجَّالُ مِن الدَّجَلِ، وَهُو الكَذِبُ؛ لأِنّه كَذَّابٌ فِيمَا يَأتِيهِ وَمَا يَدَّعِيهِ، وَأَعظَمُ دَجَلِه أنَّه يَدَّعِي الرُّبُوبِيةِ، وَأنَّه هُو اللهُ - تَعَالَى اللهُ عَن ذَلِك -، وَمَعهُ خَوَارقُ لِلعَادةِ، وَهِي خوَارِقُ شَيطَانِيةٌ؛ فَيَأمُر الأَرضَ، فَتُخرِجَ كنُوزَها، وَيَأمُر السَّحَابَ، فَيُمطِرُ، ويَأمُر الأَرضَ، فَتُنبِتُ، وَاللهُ أَقدَرَه عَلَى ذَلِكَ؛ مِن أَجلِ الفِتنَةِ؛ أنْ يَفتَتِنَ النّاسُ بِه. وَمَعَه جنَّةٌ وَنَارٌ فِيمَا يَظهَرُ لِلنّاسِ، وَمَعهُ فِتنٌ كَثِيرةُ -نَسأَلُ اللهَ العَافِيةَ-، وَلِهَذا يُشرَعُ لنَا الاستِعَاذَة مِن المَسِيحِ الدّجَّالِ، شُرِعَ لنَا فِي آخرِ الصَّلاةِ - فَرِيضةً أَو نَافِلةً - أَنْ نَستَعِيذَ بِاللهِ مِن أَربَعٍ: مِن عَذَابِ القَبْرِ، وَمِن عَذَابِ النَّارِ، وَمِن فِتنَةِ المَحيَا والمَمَاتِ، وَمِن فِتنَةِ المَسِيحِ الدّجَّال.


الشرح