×
شرح كتاب الفتن والحوداث

بَابُ هَلاَكِ الأُمَّةِ بَعْضِهِم بِبَعِضٍ

****

ولِمسلم: عن ثَوبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَْرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَْحْمَرَ وَالأَْبْيَضَ - قال ابنُ مَاجَه: «يَعْنِي الذّهبَ والفضّةَ - وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لأُِمَّتِي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لأُِمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا - أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا - حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا» ([1]).

****

 قَولُه صلى الله عليه وسلم: «حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُم يُهْلِكُ بَعْضًا»؛ هَلاكُ الأُمةِ بَعضُهم بِبَعضٍ، فِي آخِرِ الزّمانِ يُهلِك بَعضُهم بَعضًا بِالفِتنِ، لاَ لِشَيءٍ، إلاَّ لِلهَوَى والعَصَبِيةِ، وَاللهُ أَعلَمُ بِالأَسبابِ.

قَولُه: «إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ»، إذَا قَضَيتُ قَضَاءً؛ قَدْرًا يَعنِي: القَدرُ.

هَذَا الحَدِيثُ مِن مُعجِزَاتِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله زَوَى لِيَ الأَرْضَ»، جَمَعَ الأَرضَ لِمُحمّدٍ صلى الله عليه وسلم، جَمَعَها لَه، مَشَارِقَها وَمَغَارِبَها، حتَّى إنَّه صلى الله عليه وسلم نَظَرَ إِلَيها، نَظَرَ إلَى الأَرضِ كلِّها بِهَذه الصُّورَةِ، الّتِي زَوَاها اللهُ لَه، واللهُ علَى كلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2889).