مِن
أَحَادِيثِ النَّهيِ عَن السَّعيِ فِي الفِتنَةِ
****
وِلأَِبِي
دَاوُدَ: عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم: «يَا أَبَا ذَرٍّ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
وَسَعْدَيْكَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ فِيهِ: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَصَابَ
النَّاسَ مَوْتٌ يَكُونُ الْبَيْتُ فِيهِ بِالْوَصِيفِ؟» يَعْنِي الْقَبْرَ،
قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، - أَوْ قَالَ: مَا خَارَ اللَّهُ لِي
وَرَسُولُهُ -، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ» - أَوْ قَالَ: «تَصْبِرُ» - ثُمَّ
قَالَ لِي: «يَا أَبَا ذَرٍّ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: «كَيْفَ
أَنْتَ إِذَا رَأَيْتَ أَحْجَارَ الزَّيْتِ قَدْ غَرِقَتْ بِالدَّمِ؟» قُلْتُ: مَا
يَخْتَارُ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ»
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلاَ آخُذُ سَيْفِي فَأَضَعُهُ عَلَى عَاتِقِي؟
قَالَ: «شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذَنْ» قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «تَلْزَمُ
بَيْتَكَ»، قُلْتُ: فَإِنْ دُخِلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟ قَالَ: «فَإِنْ خَشِيتَ أَنْ
يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ ثَوْبَكَ عَلَى وَجْهِكَ يَبُوءُ
بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ» قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ يَذْكُرِ الْمُشَعَّثَ فِي
هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ([1]).
****
الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ
أَن يُعلِّم الأمُورَ المُهِمّةَ، يُلقِيهَا بِطَرِيقِ السّؤَالِ، ثمَّ يُجِيب صلى
الله عليه وسلم؛ لأنَّ هَذَا مِن وَسَائلِ التَّعلِيمِ وَالتَّبلِيغِ؛ سُؤَالٌ
ثمَّ جَوَابٌ.
قَولُه
رحمه الله: «فَذَكَرَ
الحَدِيثَ»؛ ذَكَرَ الحَدِيثَ السَّابِقَ يَعنِي.
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَصَابَ النّاسَ مَوْتٌ يَكُونُ الْبَيْتُ فِيهِ بِالْوَصِيفِ؟»، إذَا نَزَل المَرضُ، نَزَلَت الأَوبِئَةُ بِالنَّاسِ، وَهَذَا يَحصُلُ،
الصفحة 1 / 310