فَالعِلاَجُ مَطلُوبٌ، إذَا كَانَ هُنَاكَ
عِلاجٌ؛ «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً،
إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ»
([1]).
العِلاَجُ مَطلُوبٌ، إذَا كَانَ العِلاجُ لاَ يُجدِي، عَلَيكَ بالصَّبْر، وَلاَ
تَجزَع عِندَ حُدُوثِ هَذَا، عَلَيكَ بِالصّبْرِ، وَيَختَارُ اللهُ لَكَ مَا
يَشَاءُ.
قَولُه:
«أَو قَالَ: تَصْبِرُ»، هَذِه
وَاحِدةٌ ذَهَبَت، الثّانِيةُ؟
قوله:
«يَا أبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ
وَسَعْدَيْك، قَالَ: «كَيْفَ أَنْتَ إذا رَأَيْتَ أَحْجَارَ الزّيْتِ قَدْ
غَرِقَتْ بالدَّمِ»»؛ أَحجَارُ الزَّيتِ أَحجَارٌ فِي المَدِينةِ، أَحجَارٌ
عَلَى طَرَفِ المَدِينةِ، يَسمُّونُها أَحجَارَ الزَّيتِ؛ لأِنَّه كَانَ يُبَاعُ
عِندَها الزَّيتُ، سَمُّوهَا أَحجَارَ الزَّيتِ.
قوله:
«قُلْتُ: مَا يَخْتَارُ اللهُ لِي
وَرَسُولُه، قَالَ: «عَلَيْكَ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ»»، هذا - وَاللهُ أَعلَمُ
- حَصَلَ فِي وَقعَةِ المَدِينَةِ، فِي وَقتِ يَزِيدِ بْنِ مُعَاوِيةَ، لمَّا خَرَجُوا
عَلَيهِ، غَزَا المَدِينَةَ؛ وَقْعَةُ الحرَّةِ المَشهُورَةِ، وَقَتَلَ قَائِدُ
يَزِيدِ مِن أَهلِ المَدينَةِ مَقتَلةً عَظِيمةً، لَعلَّ هَذَا هُو الّذِي قَصَدَه
الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم.
أَمَرَ
أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه عِندَ هَذَا أنَّه لاَ يَدخُلُ فِي الفِتنَةِ، لاَ
يَدخُلُ فِي هَذِه الفِتنَةِ؛ لأِنَّها بَيْنَ المُسلِمِينَ.
وعَمِلَ بِهَذا ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما؛ جمَعَ أَولاَدَه، وَكَسَرَ سَيْفَه، وَأَمَرَهم أَلاّ يَدخُلُوا فِي هَذِه الفِتنَةِ.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (3578)، والحاكم رقم (7424)، والبيهقي رقم (19560).