بَابُ
مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ الدُّخانُ
****
ورُوِيَ
مِن حَدِيثِ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
مِن أَشرَاطِ السَّاعَةِ دُخَّانًا مَلَأَ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغرِبِ،
يَمكُثُ فِي الأَرْضِ أَربَعِينَ يَوْمًا؛ أَمَّا المُؤمِنُ فَيُصِيبُهُ مِنهُ
شِبْهُ الزُّكَامِ، وَأَمَّا الكَافِرُ فَيَكُونُ بِمَنزِلَةِ السَّكْرَانِ،
يَخرُجُ الدُّخَّانُ مِنْ أَنْفِهِ وَمِنْخَرِهِ وَعَينَيهِ وَأُذُنَيهِ
وَدُبُرِهِ» ([1]).
وَلأَِبِي
دَاوُدَ: عَن أَنَسٍ رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَه:
«يَا أَنَسُ، إِنَّ النَّاسَ يُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا، وَإِنَّ مِصْرًا مِنْهَا
يُقَالُ لَهُ: الْبَصْرَةُ - أَوِ الْبُصَيْرَةُ - فَإِنْ أَنْتَ مَرَرْتَ بِهَا،
أَوْ دَخَلْتَهَا، فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا، وَكِلاَءَهَا، وَسُوقَهَا، وَبَابَ
أُمَرَائِهَا، وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا، فَإِنَّهُ يَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَقَذْفٌ
وَرَجْفٌ، وَقَوْمٌ يَبِيتُونَ يُصْبِحُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ» ([2]).
****
قَولُه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِن أَشرَاطِ السَّاعَةِ دُخَّانًا مَلَأَ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغرِبِ، يَمكُثُ فِي الأَرْضِ أَربَعِينَ يَوْمًا»، هذا الدخان الذي يخرج في آخر الزمان، وهو من علامات الساعة، والدخان المذكور في سورة الدخان - والله أعلم -؛ أنه أصاب قريشًا من الجدب، حتى ينظروا إلى السماء، فكأن بينهم وبينها دخان؛ من شدة الجدب: ﴿فَٱرۡتَقِبۡ يَوۡمَ تَأۡتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٖ مُّبِينٖ﴾ [الدخان: 10].
([1]) انظر: تفسير الطبري (22/ 17، 18).
الصفحة 1 / 310