×
شرح كتاب الفتن والحوداث

فإذَا كَانَ قِتَالٌ بَيْن المُسلِمِين، إِمّا أنْ تُصلِحَ بَيْنَهم - إنْ استَطَعْتَ -، وَإمَّا ألاَّ تَدخُل فِيهَا؛ حتَّى لاَ تُزِيدَ الشرَّ شرًّا، لاَ تَدخُلْ فِيهَا بِالسَّيفِ أَو بِلِسَانِك، لاَحِظُوا! الّلسَان أَشَدُّ.

يَقُولُ أبُو ذَرٍّ رضي الله عنه: اللهُ أَعلَمُ مَاذَا يكُونُ، أَو أَكُونُ كَمَا يَختَارُ اللهُ لِي ورَسُولُه.

قوله: «قُلتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلاَ آخُذُ سَيْفِي فَأَضَعُهُ عَلَى عَاتِقِي؟ قال: «شَارَكْتَ الْقَومَ إِذًا»»، إذَا أَخَذتَ سَيفَك، وَدَخَلتَ فِيهَا، شَارَكْتَ القَومَ فِي القَتلِ، قَتلِ المُسلِمِين بَعضِهم مِن بَعضٍ، لاَ تَأخُذْ سَيفَكَ.

قَولُه صلى الله عليه وسلم: «شَارَكْتَ القَومَ إِذًا»: شَارَكتَهُم فِي الفِتنَةِ، إِذَا دَخَلْتَ فِيهَا، وَحَمَلْتَ سَيفَكَ مَعَهُم، دَخَلتَ فِيهَا. هَذَا حَدِيثٌ عَظِيمٌ.

قَولُه: «قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «تَلْزَمُ بَيْتَكَ»»، تلزم بيتك، لا تخرج؛ تسلم من الناس، ويسلم منك الناس، وهذا يقلل الفتنة، إذا لم تستطع منع الفتنة، على الأقل خففها، هذه قاعدة: «إذا لم تستطع إزالة الشر، على الأقل خففه، إذا لم تستطع إزالته ولا تخفيفه، ابتعد عنه».

قوله: «قُلْتُ: فَإنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟ قَالَ: «فَإِنْ خَشِيْتَ أَن يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ ثَوْبَكَ عَلَى وَجْهِكَ يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ»»، هَذِه قَضِيةُ الصَّائِلِ إذَا دَخَلَ عَلَيكَ بَيتَكَ، انتَبِهُوا!

أَتَقتُلُه؟ إنْ كَانَ فِي وَقتِ فِتنةٍ، فَلاَ تَقتُلْهُ، ولَو قَتَلَكَ، لاَ تَقتُلْهُ؛ لأِنَّ هَذَا يُزِيدُ الفِتنَةَ، أمَّا إذَا كَانَ لَيْسَ وَقتُ فِتنَةٍ، وَدَخَل عَلَيكَ صَائلٌ، فَاقتُله؛ دَفْعُ الصَّائِلِ: ادْفَعهُ بِالكَلاَمِ، بِالضَّربِ، إذَا لَم يَندَفِعْ إلاَّ بِقَتلِه، اقتُلْه.


الشرح