×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

3- تَوْحِيد الأسْمَاء والصِّفَات.

النوع الأول: تَوْحِيد الرُّبُوبيَّة.

هُوَ الإقْرَار بأَنَّ الله هُوَ الخَالق للعَالَم، المُدبِّر لشُئُونه، وأَنَّهُ الرَّازق المُحْيي المُمِيت الَّذِي لَه مُلْك السَّمَاوات والأَرْض، والإقْرَار بهَذَا النَّوع مَرْكوز فِي الفِطَرِ لا يَكَاد يُنَازع فيه أحدٌ، حَتَّى إِنَّ المُشْركينَ الَّذِينَ بُعِثَ فيهم نَبيُّنا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم كَانُوا يُقرُّون به ولا يُنْكرونه، كَمَا ذَكَر اللهُ عَنْهم فِي مِثْلِ قَوْله تَعَالَى: ﴿قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ [يونس: 31].

ولَمْ يُعْرف عن أحدٍ مِنْ طَوَائف العِلْمِ إنْكَار هَذَا النَّوع إِلاَّ شَوَاذ من المَجْموعة البَشَرية، أنْكَرته فِي الظَّاهر من الاعْتِرَاف به فِي قَرَارة نُفُوسها، وإنَّما أنْكَرته مُكَابرةً وعنادًا، كَمَا قَالَ اللهُ عَنْ فرعون:﴿لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ [الإسراء: 102].

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ [النمل: 14].

وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَٰكِنِهِمۡۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسۡتَبۡصِرِينَ [العنكبوت: 38].

والنوع الثاني: تَوْحِيد الألوهية.

وهُوَ إفْرَاد الله سُبْحَانَه بجَميع أنْوَاع العِبَادَة، ويُسمَّى تَوْحِيد العِبَادَة؛ لأَنَّ الأُلُوهيَّة والعِبَادَة بمَعْنًى وَاحدٍ، الإلَه: مَعْناه المَعْبود، وهَذَا النَّوْع هُوَ الَّذِي خَلَق اللهُ الخَلْق من أَجْله، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ


الشرح