وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] وَهُوَ الَّذِي أَرْسل اللهُ به الرُّسُل
وأَنْزَل به الكُتُب، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾
[النحل: 36].
وقَالَ
تَعَالَى: ﴿وَمَآ
أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ
إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾
[الأنبياء: 25].وهَذَا النَّوْع هو الَّذِي يُعْلنه كُلُّ مُسْلمٍ فِي قَوْله:
(لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ).
وفي
قِرَاءَته: ﴿إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾
[الفاتحة: 5]. فِي كُلِّ رَكْعة من صَلاَته، وَهُوَ الَّذِي يُعْلنه فِي تَشهُّده
فِي الصَّلاَة والأَذَان والإقَامَة، ويُعْلنه الخَطيبُ فِي أَوَّل الخُطْبة،
وَهُوَ الَّذِي يَدْخل به الكَافرُ فِي الإسْلاَم، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ
النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ([1]).
وَهَذَا
النَّوْع الَّذِي شُرِعَ من أجلِهِ الجهَاد، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ
حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ﴾ [الأنفال: 39].
وهَذَا
النَّوْع هُوَ الَّذِي أنْكَره المُشْركونَ حينَ دَعَتهم الرُّسُل إلَيْه: ﴿قَالُوٓاْ
أَجِئۡتَنَا لِنَعۡبُدَ ٱللَّهَ وَحۡدَهُۥ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعۡبُدُ
ءَابَآؤُنَا﴾ [الأعراف: 70]، ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ
إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ﴾
[ص: 5].
وهَذَا النَّوْع هُوَ الَّذِي يُسْأل عَنْه الأَوَّلون وَالآخرونَ، كَمَا فِي الأَثَر: (كَلمَتان يُسْأل عَنْهما الأَوَّلون وَالآخرون: مَاذَا كُنْتم تَعْبدون، ومَاذا أَجَبْتم المُرْسَلين؟) وهَذَا التَّوْحِيد هُوَ الَّذِي يهلُّ بِهِ المُحْرم بحَجٍّ أَوْ عُمْرة حينَ يُلبِّي: لَبَّيك اللَّهمَّ لَبَّيك، لَبَّيك لا شَريكَ لَكَ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (22).