أَوَّلاً:
أَنَّهَا تَوْقِيفيَّةٌ - بمَعْنَى: أَنَّهُ لاَ مَجَال للرَّأْي فيهَا - بَلْ لاَ
بُدَّ أَنْ يَكُونَ المُشَرِّعُ لَهَا هُوَ اللَّهُ سبحانه وتعالى، كَمَا قَالَ
تَعَالَى لنَبيِّه: ﴿فَٱسۡتَقِمۡ
كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ﴾
[هود: 112].
وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿ثُمَّ
جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ
أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ﴾
[الجاثية: 18].
وَقَالَ
عَنْ نَبيِّه: ﴿إِنۡ
أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۚ﴾
[الأنعام: 50].
ثَانيًا:
لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ العِبَادَةُ خَالصَةً للَّه تَعَالَى منْ شَوَائبِ
الشِّرْك، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ
عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾ [الكهف: 110].
فَإنْ
خَالَطَ العِبَادَةَ شَيْءٌ مِنَ الشِّرْك أَبْطلَهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَوۡ
أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾
[الأنعام: 88].
وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ
لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٦٥
بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ٦٦﴾
[الزمر: 65- 66].
ثَالثًا:
لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ القُدْوَة فِي العبَادَة، وَالمُبَيِّن لَهَا رَسُولُ
اللَّه صلى الله عليه وسلم كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ
حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21]، وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿وَمَآ
ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحشر: 7].
وَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]) وَفي رِوَايَةٍ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).