حُكْم البِدْعَة فِي الدِّين بجَميع أَنْوَاعهَا
****
كُلُّ
بِدْعَةٍ فِي الدِّين مُحَرَّمَةٌ وَضَلاَلَةٌ؛ لقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ
فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])،
وَقَوْل النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» ([2])،
وَفي روَايَةٍ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً
لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([3])،
فَدَلَّ الحَدِيثُ عَلَى أَنَّ كُلَّ مُحْدَثٍ فِي الدِّين فَهُوَ بِدْعَةٌ،
وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة مَرْدُودَة. وَمَعْنَى ذَلكَ: أَنَّ البِدَعَ فِي
العبَادَات وَالاعْتقَادَات مُحَرَّمَةٌ، وَلَكنَّ التَّحْريمَ يَتَفَاوَتُ بحَسَب
نَوْعيَّة البِدْعَةِ:
فَمِنْهَا:
مَا هُوَ كُفْرٌ صُرَاحٌ؛ كَالطَّوَاف بالقُبُور تَقَرُّبًا إلَى أَصْحَابهَا،
وَتَقْديم الذَّبَائح وَالنُّذُور لَهَا، وَدُعَاء أَصْحَابهَا، وَالاسْتغَاثَة
بِهِمْ، وَكَمَقَالاَت غُلاَة الجَهْميَّة وَالمُعْتَزلَة.
وَمنْهَا:
مَا هُوَ مِنْ وَسَائِلِ الشِّرْك؛ كَالبِنَاءِ عَلَى القُبُور وَالصَّلاَة
وَالدُّعَاء عنْدَهَا.
وَمنْهَا:
مَا هُوَ فِسْقٌ اعْتقَاديٌّ؛ كَبِدْعَةِ الخَوَارج وَالقَدَريَّة وَالمُرْجئَة
فِي أَقْوَالهم وَاعْتقَادَاتهم المُخَالفَة للأَْدلَّة الشَّرْعيَّة.
وَمنْهَا: مَا هُوَ مَعْصيَةٌ؛ كَبِدْعَةِ التَّبَتُّل وَالصِّيَام قَائمًا فِي الشَّمْس وَالخِصَاءِ بقَصْد قَطْع شَهْوَة الجِمَاعِ.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).