×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

تَعْريفُ الدَّعْوَة إلَى اللَّه

****

الدَّعْوَةُ وَالدُّعَاءُ: لُغَةً: الطَّلَبُ. وَالدُّعَاءُ إلَى الشَّيْء: الحَثُّ عَلَى قَصْده.

وَالدَّعْوَةُ إلَى اللَّه: هيَ طَلَبُ الإيمَان به، وَعبَادَتُهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ، وَالعَمَل بطَاعَته، وَتَرْك مَعْصيَتِهِ؛ فَإنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ خَلَقَ الخَلْقَ لعبَادَتِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ ٥٧إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ ٥٨ [الذاريات: 56 - 58]

وَهَذَا مُقْتَضَى العُقُول وَالفِطَرِ السَّليمَة؛ فَإنَّ العبَادَةَ لاَ يَسْتَحقُّهَا إلاَّ الَّذي يَقْدِرُ عَلَى الخَلْق وَالرِّزْق، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡ‍ٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ [النحل: 20] وَقَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ لَكُمۡ رِزۡقٗا [العنكبوت: 17].

وَلَمَّا كَانَت الفِطَرُ قَدْ تَتَغَيَّرُ، فَيَنْحَرفُ بَعْضُ المَخْلُوقينَ إلَى عِبَادَة غَيْر اللَّه بحُكْم التَّرْبيَة السَّيِّئة، أَو البِيئَةِ الفَاسدَة، أَو بسَبَب دُعَاة السُّوء من شَيَاطين الإنْسِ وَالجِنِّ، كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([1])، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم فيمَا يَرْويه عَن رَبِّه عز وجل أَنَّهُ قَالَ: «خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1359)، ومسلم رقم (2658).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2865).