×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

وَمِنْ ذَلكَ مَوْقفُ الفَريقَيْن عنْدَ مُضَايَقَة الكُفَّار للْمُسْلِمِينَ، فَالمُؤْمنُونَ يَزيدُونَ بذَلكَ ثَبَاتًا عَلَى دِينِهمْ، وَيَقْوَى يَقِينُهُم بوَعْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ لَهُمْ بالنَّصْر، وَأَمَّا المُنَافقُونَ، فَإنَّهُم يَبْلُغُ منْهُمُ الخَوْفُ كُلَّ مَبْلَغٍ، وَيَسُوءُ ظَنُّهُم باللَّه وَبرَسُولِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَن مَوْقف الفَريقَيْن عنْدَمَا أَحَاطَ أَحْزَابُ الكُفَّار بالمُسْلمينَ من دَاخِلِ المَدينَة وَخَارِجهَا، وَزَاغَت الأَبْصَارُ، وَبَلَغَت القُلُوبُ الحَنَاجرَ مِنْ هَوْل المَوْقِفِ، فَقَالَ عَن مَوْقف المُؤْمنينَ عنْدَ ذَلكَ: ﴿وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا ٢٢مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا ٢٣ [الأحزاب: 22 - 23].

وَقَالَ عَنْ مَوْقِفِ المُنَافقينَ: ﴿وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا ١٢وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَ‍ٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا ١٣ [الأحزاب: 12 - 13].

إنَّهُ الاخْتبَارُ القَاسِي الَّذِي تَجَلَّى عَنْ نَجَاح المُؤْمنينَ وَإخْفَاق المُنَافقينَ، وَتِلْكَ سُنَّةُ اللَّه فِي خَلْقه، وَلَن تَجِدَ لسُنَّة اللَّه تَبْديلاً.

هَذَا، وَنَسْأَلُ اللَّهَ عز وجل أَن يَمُنَّ عَلَيْنَا بالإيمَان، وَأَنْ يُعيذَنَا مِنَ النِّفَاق، وَالحَمْدُ للَّه رَبِّ العَالَمينَ.

وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبه أَجْمَعينَ.

***


الشرح