المحاضرة العاشرة
مجمل عقيدة السلف الصالح
****
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلاَة وَالسَّلاَم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ
خَاتَم النَّبِيِّينَ، وَإِمَامِ المُرْسَلِينَ، وَالمَبْعُوث رَحْمَةً
لِلْعَالَمِينَ، بَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الأُمَّةَ،
وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، فَأَكْمَلَ اللَّهُ بِهِ الدِّين،
وَأَتَمَّ بِهِ النِّعْمَة، وَأَوْجَبَ عَلَى الخَلْقِ طَاعَتَهُ وَاتِّبَاعَهُ،
وَأَوْجَبَ عَلَيْهِمْ مَحَبَّتَهُ أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّونَ أَنْفُسَهُمْ
وَوَالِدِيهِمْ وَأَوْلاَدَهُمْ وَالنَّاسَ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا
بَعْدُ: سَنتَناوَلُ - إنْ شَاءَ اللَّهُ - مَوْضُوعًا يُهمُّ
كُلَّ مُسْلمٍ وَمُسْلمَةٍ، أَلاَ وَهُوَ (العَقيدَةُ)، فَهيَ الأَسَاسُ المُصَحِّحُ
لجَميع الأَعْمَال، فَكُلُّ عَمَلٍ لاَ يُبْنَى عَلَى عَقيدَةٍ سَليمَةٍ، فَإنَّهُ
مَرْدُودٌ عَلَى صَاحبِهِ مَهْمَا أَتْعَبَ نَفْسَهُ، وَمَهْمَا أَفْنَى حَيَاتَهُ
فِيهِ.
وَالعَقيدَةُ
هِيَ أَسَاسُ الدِّين، وَخُلاَصَة دَعْوَة الأَنْبيَاء وَالمُرْسَلينَ مِنْ
أَوَّلِهِمْ إلَى آخِرِهمْ، كَمَا يُسْأَلُ عَنْهَا العَبْدُ يَوْمَ القيَامَة،
وَقَد وَرَدَ في الأَثَر: «كَلمَتَانِ
يُسْأَلُ عَنْهُمَا الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ: مَاذَا كُنْتُم تَعْبُدُونَ؟
وَمَاذَا أَجَبْتُم المُرْسَلينَ؟»، هَاتَان الكَلمَتَان يُسْأَلُ عَنْهُمَا
كُلُّ مَخْلُوقٍ يَوْمَ القيَامَة.
وَجَوَابُ
الأُولَى: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ.
وَجَوَاب الثَّانيَة: شَهَادَةُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّه قَوْلاً وَعَمَلاً.
الصفحة 1 / 264