العقيدة الصحيحة الثابتة
****
العَقيدَةُ
الصَّحيحَةُ هِيَ الَّتي جَاءَ بهَا رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم، وَدَعَا
إلَيْهَا، وَقَد بَيَّنَ عليه الصلاة والسلام أَنَّ الأُمَّةَ سَتَفْتَرقُ مِنْ
بَعْدِهِ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ
وَاحِدَةً، قَالُوا: مَن هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([1]).
فَمَنْ
وَافَقَ اعْتقَادُهُ مَا كَانَ عَلَيْه الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم
وَأَصْحَابُهُ مِنَ المُعْتَقَدَات، فَإنَّهُ يَنْجُو مِنْ عَذَاب اللَّه،
وَيَدْخُلُ الجَنَّةَ؛ لذَا سُمِّيت الفِرْقَةُ المُلْتَزمَةُ بهَذِهِ العَقيدَة
وَالثَّابتَة عَلَيْهَا (بالفِرْقَةِ النَّاجيَة).
وَسَبَبُ
تَسْمِيَتِهَا بِهَذَا الاسْمِ يَرْجِعُ إلَى كَوْنهَا النَّاجيَة مِنْ عَذَاب
اللَّهِ، وَذَلكَ مِنْ بَيْن ثَلاَثٍ وَسَبْعينَ فِرْقَةً، أَمَّا الفِرَقُ
البَاقيَةُ، فَهيَ في النَّار، وَالعِيَاذُ باللَّه.
إذًا،
فَالفِرْقَةُ النَّاجيَةُ: هِيَ «أَهْل
السُّنَّة وَالجَمَاعَة» في كُلِّ زَمَانٍ، بِدَايَةً منَ الرَّسُول صلى الله
عليه وسلم وَصَحَابَتِهِ، وَنِهَايَةً بآخِرِ هَذِهِ الأُمَّة المُحَمَّديَّة
عنْدَ قيَام السَّاعَة، كَمَا وَرَدَ في الحَديث: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ
يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ، وَهُمْ عَلى ذَلِكَ»
([2]).
الحق واحد لا يتجزأ
****
نَعَمْ، تَعَدَّدَت الفِرَقُ، وَتَعَدَّدَتِ النِّحَلُ وَالمَذَاهبُ، وَتَعَدَّدَت الأَقْوَالُ، وَلَكنَّ الحَقَّ - دَائمًا وَأَبَدًا - وَاحدٌ لاَ يَتَعَدَّدُ، وَلاَ يَتَشَعَّبُ، وَهَذَا دَيْدَنُ
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2641).