×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قَالَ جل وعلا: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [الأنعام: 153].

وَصِرَاطُ اللَّهِ: هُوَ الَّذي بَعَثَ اللَّهُ به رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم، وَسَارَ عَلَيْه صَحَابَته الكِرَامُ، وَالقُرُون المُفَضَّلَة، وَمَن اقْتَفَى أَثَرَهُمْ مِنْ مُتَأَخِّري هَذِهِ الأُمَّة إلَى أَن تَقُومَ السَّاعَةُ، ذَلِكُمْ هُوَ صِرَاطُ اللَّهِ، أَمَّا مَا خَالَفَ هَذَا الصِّرَاط، وَاخْتَلَفَ عَنْهُ فَإنَّهَا سُبُلٌ.

وَقَد خَطَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم خَطًّا مُسْتَقيمًا، وَخَطَّ عَلَى جَنْبَيْه خُطُوطًا مُتَعَرِّجَةً، فَقَالَ عليه الصلاة والسلام عَن الخَطِّ المُسْتَقيم: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ»، وَقَالَ عَن الخُطُوط الجَانبيَّة المُتَفَرِّقَة: «وَهَذِهِ سُبُل، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ([1]).

منزلة الطائعين لله ورسوله

****

أَهْلُ السُّنَّة وَالجَمَاعَة قَدْ يَقلُّونَ في بَعْض الأَزْمَان، وَقَد يَكْثُرُونَ، وَقَدْ لاَ يَكُونُ مِنْهُم إلاَّ عَدَدٌ قَليلٌ، لَكن فِيهِم البَرَكَةُ وَالخَيْرُ؛ لأَِنَّهُم عَلَى الحَقِّ، وَمَنْ كَانَ عَلَى الحَقِّ، فَإنَّهُ لاَ يَخَافُ مِنَ القِلَّةِ، وَلاَ يَخْشَى مِنْ كَثْرَة الأَعْدَاء.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا [النساء: 69] فَمَنْ كَانَ رِفْقتُهُ هَؤُلاَء الَّذينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهم منَ النَّبيِّينَ وَالصِّدِّيقِين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالحينَ، فَمِمَّ يَخَافُ إذَنْ؟


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (11109)، وأحمد رقم (4142).