أَمَّا أَهْلُ السُّنَّة وَالجَمَاعَة، فَهُم
ثَابتُونَ عَلَى الحَقِّ، لاَ يَتَزَعْزَعُونَ، وَلاَ يَتَزَحْزَحُونَ، وَلاَ
يَحْدُثُ عنْدَهُم أَهْوَاءٌ وَآرَاءٌ وَاخْتلاَفَاتٌ؛ لأَنَّ مَنْهَجَهُم وَاحدٌ،
وَطَريقَتهم وَاحدَةٌ، وَدَليلَهُمْ وَاحدٌ.
وَالمُتَمَسِّكُونَ
بعَقيدَة أَهْل السُّنَّة وَالجَمَاعَة، قَدْ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ منَ
الكَرَامَة وَالجَنَّة وَالخُلُود في النَّعيم المُقِيم الَّذي لاَ يَفْنَى وَلاَ
يَزُولُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ
هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ﴾
[طه: 123]
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه: تَكَفَّلَ اللَّهُ لمَنْ قَرَأَ القُرْآنَ، وَعَمِلَ
بمَا فِيهِ أَلاَّ يَضلَّ في الدُّنْيَا، وَلاَ يَشْقَى في الآخِرَةِ.
وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ
وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام:
82]، لَهُمُ الأَمْنُ في الآخِرَةِ من العَذَاب، وَلَهُم الهدَايَةُ في الدُّنْيَا
منَ الضَّلاَل، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا مُهْتَدُونَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلاَ
مُضلِّينَ، وَفي الآخرَة يَحْصُلُ لَهُمُ الأَمْنُ يَوْم يَخَافُ النَّاسُ،
وَيَوْم يَفْزعُ النَّاسُ، وَيَوْم تَتَقَطَّعُ القُلُوبُ منَ الفَزَع؛ فَإنَّ
أَهْلَ السُّنَّة وَالجَمَاعَة وَأَهْل الحَقِّ في أَمَانٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ
٣٠نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ
فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ٣١نُزُلٗا مِّنۡ
غَفُورٖ رَّحِيمٖ ٣٢﴾ [فصلت:
30- 32].
هَذِهِ
مَآثرُ العَقيدَة السَّليمَة في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى﴿مَنۡ عَمِلَ
صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ
طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [النحل: 97]