اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ
فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» ([1]).
وَالأَحَادِيثُ
وَالنُّصُوصُ فِي هَذَا كَثيرَةٌ، وَهَذَا أَصْلٌ مَعْرُوفٌ، وَالحَقُّ فِيهِ -
وَالحَمْدُ للَّه - وَاضحٌ، وَعَقيدَةُ أَهْل السُّنَّة وَالجَمَاعَة فيه وَاضحَة،
وَمَبْنيَّة عَلَى مَا جَاءَ في الكِتَابِ وَالسُّنَّة، أَمَّا مَن انْحَرَف عَن
هَذَا الأَصْل، فَإنَّهُ إنَّمَا أُتِيَ من قِبَلِ نَفْسه، وَمِنْ قِبَلِ هَوَاهُ،
وَإعْرَاضه عَن الكِتَابِ وَالسُّنَّة.
وَهَكَذَا
كُلُّ مَنْ حَاوَلَ الخُرُوجَ عَن دِلاَلَة الكِتَابِ وَالسُّنَّة، فَإنَّهُ
يَقَعُ في الضَّلاَل، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ
وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ﴾ [الأنعام: 153].
في الختام
****
هَذَا
مُجْمَلٌ في عَقيدَة السَّلَف، وَأَهْل السُّنَّة وَالجَمَاعَة، جَعَلنَا اللَّهُ
وَإيَّاكُم مِنْهُم بمَنِّه وَكَرَمه، وَرَزَقَنَا التَّمَسُّكَ بالحَقِّ
وَالصَّبْر وَالثَّبَات عَلَيْه إلَى يَوْم أَنْ نَلْقَاهُ.
فَالمُتَمَسِّكُ
بعَقيدَة أَهْل السُّنَّة وَالجَمَاعَة يَكُونُ عَلَى بَصِيرَةٍ، وَعَلَى هُدًى،
وَيَكُونُ قَلْبُهُ مُطْمئنًّا وَثَابتًا؛ لأَنَّهُ عَاشَ عَلَى الكِتَابِ
وَالسُّنَّة، وَعَاشَ عَلَى دَليلٍ وَاضحٍ، مُقْتَفيًا للرَّسُول صلى الله عليه
وسلم، وَصَحَابَتِهِ، فَهُوَ عَلَى طُمَأْنينَةٍ، وَعَلَى ثَبَاتٍ في أَمْرِ
دينِهِ.
وَيُصيبُهُ منَ الخَيْرَات، وَالتَّثْبيت وَالمَزَايَا العَظيمَة مَا لاَ يَحْصُلُ لغَيْره منَ المُنْحَرفينَ، الَّذينَ هُمْ في هَمٍّ دَائمٍ، وَقَلَقٍ مُقيمٍ مَعَهُم أَيْنَمَا ذَهَبُوا، وَأَيْنَمَا حَلُّوا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2664).