توسط أهل السُّنَّة والجماعة
****
تَوَسَّطَ
أَهْلُ السُّنَّة وَالجَمَاعَة، فَأَثْبَتُوا للْعَبْد قُدْرَةً وَاخْتيَارًا
وَإرَادَةً، وَلَكنَّهَا تَابعَةٌ لمَشيئَة اللَّه جل وعلا وَقُدْرَته وَإرَادَته،
وَأَنَّ أَحَدًا لاَ يَسْتَطيعُ أَن يَفْعَلَ شَيْئًا إلاَّ بإرَادَة اللَّه
وَمَشيئَته.
القدرية يستحقون المقت والذم
****
وَالقَدَريَّةُ
يُقَالُ: إنَّهُم مَجُوس هَذِهِ الأُمَّة، لمَاذَا؟ لأَنَّهُم أَثْبَتُوا
خَالِقِينَ مَعَ اللَّه، حَيْثُ قَالُوا: إنَّ كُلَّ إنْسَانٍ يَخْلُقُ فِعْلَ
نَفْسه اسْتقْلاَلاً، وَبذَلكَ ضَلُّوا، وَبذَلكَ اسْتَحَقُّوا المَقْتَ
وَالذَّمَّ من أَهْل الحَقِّ؛ لأَنَّهُم خَلَطُوا في هَذَا الأَصْل العَظيم وَهُوَ
الإيمَانُ بالقَدَر.
الإيمان بالقدر من أصول الإيمان
****
وَالإيمَانُ
بالقَدَر هُوَ مِنْ أُصُول الإيمَان كَمَا في حَدِيثِ جِبْريلَ أَنَّهُ قَالَ
للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِْيمَانِ. فَقَالَ: «الإِْيمَان أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ،
وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بالْقَدَرِ؛
خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]).
وَكَمَا في قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ﴾ [القمر: 49] وَكَمَا في الحَدِيثِ: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (8).