×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

 المحاضرة الحادية عشرة

 الدعوة إلى الله بواعثها وأهميتها

****

مقدمة

****

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمينَ، وَالعَاقبَةُ للْمُتَّقينَ، وَلاَ عُدْوَانَ إلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ، وَالصَّلاَة وَالسَّلاَم عَلَى نَبيِّنَا وَإمَامنَا وَقُدْوَتنَا وَحَبيبنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَكُلِّ مَنْ تَمَسَّك بسُنَّته، وَسَارَ عَلَى مَنْهَجه إلَى يَوْم الدِّين، وَجَعَلَنَا اللَّهُ وَإيَّاكُم مِنْهُمْ، وَجَمَعنَا وَإيَّاكُم مَعَهُمْ في دَار كَرَامَته، وَمُسْتَقرِّ رَحْمَته.

أَمَّا بَعْدُ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ: لاَ شَكَّ أَنَّ الاجْتمَاعَ وَالتَّذَاكرَ وَالتَّوَاصي بالحَقِّ، وَالتَّعَاوُن عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجبٌ عَلَى المُسْلمينَ عُمُومًا، وَعَلَى طَلَبَة العِلْمِ خُصُوصًا في كُلِّ زَمَانٍ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ مَكَّنَهُم اللَّهُ منَ الاجْتمَاع فِيهِ، وَخُصُوصًا في هَذَا الزَّمَان الَّذِي لاَ يَخْفَى عَلَيْكُم حَالُهُ، وَلاَ تَخْفَى عَلَيْكُم غُرْبَةُ الدِّين فِيهِ، وَلاَ تَخْفَى عَلَيْكُم كَثْرَة الفِتَنِ، وَهُوَ مِصْدَاق مَا أَخْبَرَ به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم منَ اشْتدَاد غُرْبَة الدِّين في آخِرِ الزَّمَان، وَظُهُور الفِتَنِ، وَأَنَّهُ يَجبُ عَلَى المُؤْمن عنْدَ ذَلكَ الزَّمَن أَن يُضَاعفَ مَجْهُودَهُ، وَأَن يَتَمَسَّكَ بحَبْل اللَّه، وَيَصْبر عَلَى مَا يَنَالُهُ، كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ: ﴿يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ [لقمان: 17].


الشرح