وَكَمَا قَالَ اللَّهُ سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١إِنَّ
ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣﴾
[العصر: 1- 3]
فَكُلُّ
بَنِي الإنْسَان خَاسرٌ وَمُضَيِّعٌ لعُمُره وَوَقْته فيمَا لاَ يُفيدُهُ إلاَّ
مَن اتَّصَفَ بهَذه الصِّفَات الأَرْبَع: الإيمَانُ، وَالعَمَلُ الصَّالحُ،
وَالتَّوَاصي بالحَقِّ، وَالتَّوَاصي بالصَّبْر. فَمَنْ جَمَعَ هَذِهِ الخِصَالَ،
نَجَا مِنْ هَذِهِ الخَسَارَة إلَى الفَلاَح، وَإنَّهَا لَخِصَالٌ عَظيمَةٌ
غَاليَةٌ، وَلَكنَّهَا مَيْسُورَةٌ لِمَنْ وَفَّقَهَ اللَّه وَهَدَاهُ.
ماذا أصاب المسلمين نتيجة بُعْدهم عن دينهم
****
أَيُّهَا
الإخْوَةُ: تَعْلَمُونَ مَا أَصَابَ المُسْلمينَ، يُصيبُهُم في
هَذَا الزَّمَان مِنْ تَسَلُّط الأَعْدَاء، وَمِنْ دُعَاة السُّوء مِنْ نَشْر
الإلْحَاد وَالفَسَاد بمُخْتَلف الوَسَائل وَالإمْكَانيَّات؛ من صَحَافَةٍ،
وَوَسَائلَ إعْلاَمٍ مُخْتَلفَةٍ، وَكُتُبٍ وَمَنْشُورَاتٍ، وَغَيْر ذَلكَ، ممَّا
يُوجبُ عَلَى المُسْلمينَ الانْتبَاهَ نَحْوَ هَذَا الخَطَر الزَّاحِفِ منَ
الكُفَّار، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَنْهُم مُحَذِّرًا لَنَا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا
وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي
صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ
١١٨هَٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ
كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ
ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ
بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ١١٩إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ
يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيًۡٔاۗ
إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ ١٢٠﴾
[آل عمران: 118- 120].