وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَٰٓئِرِ ٱللَّهِ
لَكُمۡ فِيهَا خَيۡرٞۖ فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ
جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَٰلِكَ
سَخَّرۡنَٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ٣٦لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا
وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ
لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٣٧﴾ [الحج: 36- 37].
وَمِنْ
هُنَا يَتَعَلَّمُ المُسْلمُ أَنَّ الذَّبْحَ عِبَادَةٌ لاَ يَجُوزُ صَرْفُهَا
لِغَيْرِ اللَّهِ، فَلاَ يَجُوزُ أَن يَذْبَحَ لقَبْرٍ، وَلاَ لِوَليٍّ، وَلاَ
لجِنِّيٍّ أَوْ أَيِّ مَخْلُوقٍ؛ لأَنَّ الذَّبْحَ عِبَادَةٌ، وَصَرْفُ العبَادَة
لغَيْر اللَّه شِرْكٌ.
وَمِنْ
مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ في الحَجِّ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بذِكْرِه
أَثْنَاءَ أَدَاء مَنَاسكِهِ، وَبَعْدَ الفَرَاغ منْهُ، وَنَهَى عَنْ ذِكْرِ
غَيْره مِنَ الرُّؤَسَاء وَالعُظَمَاء الأَحْيَاء وَالأَمْوَات، وَعَنِ
المُفَاخَرَة بالأَحْسَاب وَالأَنْسَاب، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ
جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ
فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ
وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ ١٩٨ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ
أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١٩٩فَإِذَا
قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ
ذِكۡرٗاۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَمَا
لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖ ٢٠٠وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا
فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ٢٠١أُوْلَٰٓئِكَ
لَهُمۡ نَصِيبٞ مِّمَّا كَسَبُواْۚ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ٢٠٢وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ
فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ
وَمَن تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ
أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ ٢٠٣﴾
[البقرة: 198- 203].