لاَ بُدَّ مِنْهُ، فَهُوَ لَيْسَ شَبَحًا
مُخِيفًا، وَإنَّمَا هُوَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الخَيْرِ لِمَنْ صَلُحَتْ
نِيَّتُهُ، أَمَّا مَا يَتَعَلَّلُونَ بِهِ مِنَ العَرَاقِيلِ الَّتي وُضِعَتْ فِي
طَرِيقِ الزَّوَاج، فَهَذه مِنْ تَصَرُّفَات النَّاس السَّيِّئَة.
أَمَّا
الزَّوَاجُ فِي حَدِّ ذَاتِهِ، فَلاَ يُطْلَبُ فِيهِ هَذِهِ الأَشْيَاء،
فَضَخَامَةُ المَهْرِ مَثلاً، وَالحَفَلاَت الزَّائدَة عَنِ المَطْلُوب وَغَيْر
ذَلكَ مِنَ التَّكَاليف، هَذِهِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بهَا مِنْ سُلْطَانٍ، بَل
المَطْلُوبُ فِي الزَّوَاج التَّيْسيرُ، فَيَجبُ أَن يُبَيَّنَ للنَّاس أَنَّ
هَذِهِ الأُمُورَ الَّتي وَضَعُوهَا فِي طَرِيقِ الزَّوَاج أُمُورٌ يَتَرَتَّبُ
عَلَيْهَا مَفَاسدُ لأَوْلاَدِهِم وَلِبَنَاتِهِمْ، وَلَيْسَتْ فِي صَالِحِهمْ،
فَيَجبُ أَن تُعَالجَ، وَأَنْ يُهْتَمَّ بمُعَالَجَتهَا حَتَّى تَزُولَ عَنْ
طَرِيقِ الزَّوَاج، وَحَتَّى يَعُودَ الزَّوَاجُ إلَى يُسْرِهِ، وَإلَى سُهُولَته؛
ليُؤَدِّيَ دَوْرَهُ فِي الحَيَاة.
وَنَسْأَلُ
اللَّهَ سبحانه وتعالى أَن يَمُنَّ عَلَيْنَا جَمِيعًا بالتَّوْفيق وَالهِدَايَة،
وَأَنْ يُصْلِحَ أَحْوَالَ المُسْلمينَ، وَأَن يُصْلِحَ شَبَابَ المُسْلمينَ،
وَأَن يَرُدَّ للْمُسْلِمِينَ مَكَانَتهُمْ وَعِزَّتَهمْ، كَمَا أَنَّ اللَّهَ
سبحانه وتعالى جَعَلَ العِزَّةَ لَهُمْ فِي أَوَّل الأَمْر، نَسْأَلُهُ
سُبْحَانَهُ أَن يُعيدَهَا، وَأَن يُصْلحَ شَأْنَهُمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ
وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [المنافقون: 8]
نَسْأَلُ
اللَّهَ سبحانه وتعالى أَن يُبَصِّرَهُمْ فِي دِينِهمْ، وَأَنْ يَكْفِيَهُمْ شَرَّ
أَعْدَائِهِمْ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى
آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعينَ، وَالحَمْدُ للَّه رَبِّ العَالَمينَ.
***
الصفحة 14 / 264