ثَانيًا: اخْتِيَارُ الوَالِدِ
الاسْمَ الحَسَنَ لِلْمَوْلُودِ:
وَمِنْ
تَوْجِيهَاتِ الإسْلاَم نَحْوَ المَوْلُود أَوَّلَ مَا يُولَدُ أَنْ يَخْتَارَ
وَالدُهُ لَهُ الاسْمَ الحَسَنَ؛ لأَنَّ الاسْمَ الحَسَنَ لَهُ مَعْنًى، وَلَهُ
مَدْلُولٌ، فَالنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حَثَّ أَنْ يَخْتَارَ الأَبُ لوَلَدِهِ
اسْمًا حَسَنًا، وَأَن يَبْتَعدَ عَن الأَسْمَاءِ المَكْرُوهَة أَو الأَسْمَاء
الَّتي تَدُلُّ أَوْ تَشْتَملُ عَلَى مَعَانٍ غَيْر لاَئقَةٍ.
ثَالثًا:
عَقِيقَةُ الآبَاءِ عَن أَبْنَائِهِمْ:
وَمِنْ
تَوْجِيهَاتِ الإسْلاَم نَحْوَ الشَّبَاب أَنْ وَجَّهَ آبَاءَهُم إلَى أَن
يَعُقُّوا عَنْهُمْ، أَيْ: يَذْبَحُوا عَنْهُمُ العَقيقَةَ، وَهِيَ سُنَّةٌ
مُؤَكَّدَةٌ، وَلَهَا تَأْثيرٌ طَيِّبٌ عَلَى الطِّفْل، وَهِيَ لَيْسَتْ لمُجَرَّد
تَحْصِيلِ اللَّحْمِ وَالفَرَحِ، وَهَذَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى عِنَايَة الإسْلاَم
بالشَّبَاب أَوَّلَ نَشْأَتهمْ.
رَابِعًا - الاهْتمَامُ بتَرْبيَة الشَّبَاب: وَمِنْ عِنَايَةِ الإسْلاَم بالشَّبَاب الاهْتمَامُ بتَرْبِيَتِهِم إذَا بَلَغُوا سِنَّ التَّمْييزِ، وَصَارَ عِنْدَهُم الإدْرَاكُ، فَحِينَئذٍ يَبْدَأُ بتَوْجِيهِهمْ إلَى الدِّينِ، يَقُولُ صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1])، وَهَذَا ممَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الإسْلاَمَ يَهْتَمُّ بالشَّبَاب، وَيَتَطَوَّرُ مَعَهُمْ فِي التَّوْجيه من سِنٍّ إلَى أُخْرَى حَسَبَ اسْتطَاعَتهم وَمَدَارِكِهم، كَذَلكَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([2])، فَالمَوْلُودُ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، وَهَذِهِ الفِطْرَةُ إذَا مَا حَافَظَ عَلَيْهَا أَبَوَاهُ، وَوَجَّهَاهَا إلَى الخَيْر، اتَّجَهَتْ نَحْوَ الخَيْر؛ لأَنَّهَا تَرْبيَةٌ صَالحَةٌ، أَمَّا إذَا انْحَرَفَ الأَبَوَان فِي تَرْبيَة الطِّفْل؛ فَإنَّ فِطْرَتَهُ تَفْسدُ
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).