أَمَّا إذَا رُبِّي التَّرْبيَتَيْن:
التَّرْبيَةُ الجِسْميَّةُ؛ لأَنَّ التَّرْبيَةَ الجِسْميَّةَ لاَبُدَّ مِنْهَا
فِي حُدُود المَعْقُول، وَفي حُدُود المَشْرُوع من غَيْر إسْرَافٍ، وَلاَ
تَبْذيرٍ، وَإلَى جَانِبِهَا التَّرْبيَةُ المَعْنَويَّةُ؛ فَإنَّ ذَلكَ هُوَ
الخَيْرُ الكَثيرُ الَّذي يَتَذَكَّرُهُ الوَلَدُ عِنْدَمَا يُدْرِكُ إحْسَانَ
وَالِدَيْهِ إلَيْه، فَيَقُولُ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ: ﴿رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا﴾ [الإسراء: 24].
مشكلات الشباب وأسبابها
****
أَيُّهَا
الإِخْوَةُ: وَمِنْ نِقَاطِ المَوْضُوع الَّذِي نُرِيدُ
التَّحَدُّثَ عَنْهُ بَعْضُ مَشَاكل الشَّبَاب، وَمَا يَنْبَغي أَنْ تُعَالجَ بِهِ
فِي ضَوْءِ الإسْلاَم، وَلاَ شَكَّ أَنَّ الإسْلاَمَ يَحلُّ مَحَلَّ جَمِيعِ
المَشَاكل، فَالإسْلاَمُ إذَا طُبِّق تَطْبيقًا صَحيحًا، فَإنَّهُ لاَ تَبْقَى
مَعَهُ مُشْكلَةٌ فِي الحَيَاة، وَمِنْ ذَلِكَ مَشَاكلُ الشَّبَاب فِي هَذَا
العَصْرِ، وَهِيَ مَشَاكلُ كَثيرَةٌ، مِنْهَا:
أَوَّلاً:
تَيَّارَات تُوَاجهُ الشَّبَابَ:
إنَّ
الشَّبَابَ الآنَ يَتَعَرَّضُونَ لتَيَّارَاتٍ خَطِيرَةٍ، وَهَذِهِ مِنْ أَعْظَم
المَشَاكل إذَا تُرِكُوا مَعَهَا، فَإنَّهَا تُفْسِدُ أَخْلاَقَهُم وَسُلُوكَهُمْ،
وَتُفْسِدُ عَقيدَتَهُمْ، وَهِيَ تَيَّارَاتٌ كَثيرَةٌ وَمُتَنَوِّعَةٌ
وَمُتَعَدِّدَة المَصَادر، تَيَّارَات تَحْملُهَا وَسَائلُ الإعْلاَم المُخْتَلفَة
مِنْ إذَاعَةٍ وَتِلْفَازٍ وَصُحُفٍ وَمَجَلاَّتٍ وَكُتُبٍ هَدَّامَة تَلْفظهَا
المَطَابعُ، وَهِيَ تَحْملُ سُمًّا زُعَافًا، وَتَتَلَقَّفُهَا أَيْدي الشَّبَاب
أَوْ كَثِير مِنَ الشَّبَاب الَّذينَ لاَ يُمَيِّزُونَ بَيْنَ الضَّارِّ وَالنَّافِع.
هَذِهِ
التَّيَّارَاتُ المُتَنَوِّعَة مِنْ مَقْرُوءَةٍ وَمَرْئِيَّةٍ وَمَسْمُوعَةٍ
إِذَا تُرِكَتْ تَعْصِفُ بالشَّبَاب؛ فَإنَّ نَتَائجَهَا تَكُونُ وَخيمَةً؛ لأَنَّ
الشَّبَابَ الآنَ كَثيرٌ مِنْهُمْ مَنْ تَغَيَّرَت أَخْلاَقُهُ، وَصَارُوا
يُقَلِّدُونَ الغَرْبَ أَوِ الشَّرْقَ فِي لِبَاسِهِمْ، وَفي