نَعْرف اسْمَهُ، وَنُؤْمنُ بأَعْمَالِهِم الَّتي
يَقُومُونَ بِهَا بأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى.
فَهُنَاكَ
مَلاَئكَةٌ يَعْمُرُونَ السَّمَاوَات بالعِبَادَةِ بالرُّكُوع وَالسُّجُود، مَا
مِنْ مَوْضعِ شِبْرٍ فِي السَّمَاوَات إلاَّ وَعَلَيْه مَلَكٌ رَاكعٌ أَوْ سَاجدٌ،
فَهُنَاكَ مَلاَئكَةٌ لاَ يَعْلَمُهُمْ إلاَّ اللَّهُ، فَنَحْنُ نُؤْمنُ بِهِمْ
إجْمَالاً بِمَا لَمْ يُسمَّ لَنَا، وتَفْصيلاً بِمَا سُمِّيَ لَنَا، وَنُحبُّهُم،
وَهُمْ أَنْصَحُ الخَلْقِ لبَنِي آدَمَ؛ لأَنَّهَا تَأْمُرُهُمْ بالخَيْر،
وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ
يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ
لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ﴾
[غافر: 7].
أوجه الاختلاف بين عمل الملائكة وعمل الشياطين
****
الوَجْهُ
الأَوَّلُ: المَلاَئكَةُ يُسبِّحُونَ بحَمْدِ رَبِّهمْ،
وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْض، فِي أَنْصَحِ الخَلْقِ لبَنِي آدَمَ،
وَالشَّيْطَانُ أَغَشُّ الخَلْقِ لبَنِي آدَمَ؛ لأَنَّ الشَّيْطَانَ تَعَهَّدَ
بإضْلاَل بَنِي آدَمَ، وَإغْوَائِهِمْ وَإهْلاَكِهِمْ مَا اسْتَطَاعَ إلَى ذَلكَ
سَبيلاً، قَالَ عز وجل: ﴿إِنَّا
جَعَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ﴾ [الأعراف: 27]
الوَجْهُ
الثَّانِي: وَالمَلاَئكَةُ تَأْمُرُ العِبَادَ بالخَيْر،
وَالشَّيَاطينُ تَحُثُّهُمْ عَلَى الشَّرِّ، وَتَأْمُرُهُمْ بِهِ، ﴿وَمَن يَعۡشُ
عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ﴾ [الزخرف: 36]
فَالَّذي
يُعْرضُ عَنِ القُرْآنِ الكَرِيمِ، يُعَاقبُهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بأَنْ
يُقَيِّضَ لَهُ شَيْطَانًا يَكُونُ قَريبًا لَهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنَّهُمۡ
لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ ٣٧حَتَّىٰٓ
إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ
ٱلۡقَرِينُ ٣٨﴾ [الزخرف: 37- 38] وَلاَ
يَعْصِمُ الإنْسَانَ منَ الشَّيْطَان إلاَّ ذِكْرُ اللَّه.
الوَجْهُ
الثَّالثُ: أَنَّ ذِكْرَ اللَّهِ يَطْرُدُ الشَّيَاطينَ عَنِ
الإنْسَانِ، وَيُحْضِرُ المَلاَئكَةَ عنْدَهُ، وَلذَلكَ سُمِّيَ الشَّيْطَانُ
الوَسْوَاسَ الخَنَّاسَ، فَإذَا تَرَكَ