×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

·       عَدَدُ حَمَلَة العَرْش:

وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى قُوَّتِهِمْ، وَعَلَى عِظَمِ خِلْقَتهمْ.

حَمَلَةُ العَرْش أَرْبَعَةٌ، ثُمَّ يَزْدَادُ عَدَدُهُم يَوْمَ القيَامَة فَيَصيرُونَ ثَمَانيَةً، وَالعَرْشُ أَعْظَمُ المَخْلُوقَاتِ، يَحْملُهُ يَوْمَ القِيَامَة ثَمَانيَةٌ، ممَّا يَدُلُّ عَلَى قُوَّة المَلَكِ حَيْثُ إنَّ هَؤُلاَء يَحْملُونَ هَذَا العَرْشَ العَظيمَ الَّذي هُوَ أَكْبَرُ وَأَعْظَمُ المَخْلُوقَات، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى قُوَّتِهِم، وعِظَمِ خِلْقَتِهِمْ.

وَمِنْهُمُ المُوَكَّلُونَ بالوَحْي، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿يُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ بِٱلرُّوحِ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ أَنۡ أَنذِرُوٓاْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱتَّقُونِ [النحل: 2]، وَالرُّوحُ بمَعْنَى الوَحْي، يُسَمَّى رُوحًا؛ لأَنَّهُ تَحْيَا به القُلُوبُ، كَمَا المَطَرُ الَّذي تَحْيَا به الأَرْضُ، كَمَا أَنَّ الرُّوحَ المَخْلُوقَةَ تَحْيَا بها أَبْدَانُ الحَيَوَانَات.

وَالرُّوحُ بمَعْنَى القُرْآنِ، يَقُولُ سبحانه وتعالى لنَبيِّه: ﴿وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ [الشورى: 52]، رُوحًا يَعْني: القُرْآن؛ لأَنَّهُ تَحْيَا به قُلُوبُ أَهْل الإيمَان، فَكَمَا تَحْيَا الأَرْضُ بالمَطَر، كَذَلكَ قُلُوبُ المُؤْمنينَ تَحْيَا بالقُرْآن.

وَالرُّوحُ بمَعْنى جِبْريلُ عليه السلام، وَهُوَ أَعْظَمُ المَلاَئكَة، وَأَفْضَلُهُم وَأَشْرَفُهُمْ، هُوَ الَّذي نَزَلَ بالقُرْآن مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قَالَ جَلَّ شَأْنُهُ: ﴿نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ١٩٣عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ١٩٤بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ ١٩٥ [الشعراء: 193- 195]، فَالقُرْآنُ نَزَلَ به جِبْريلُ عَلَى قَلْب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَالرَّسُولُ بَلَّغَهُ لأُمَّته، وَفي آيَةٍ أُخْرَى: ﴿قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ [النحل: 102]، يَعْني: جِبْريلَ، وَهُوَ رُوحُ القُدُس.


الشرح