×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

السَّمَاوَات وَالأَرْضِ إلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ عز وجل: ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ [الزمر: 68]، وَالصَّعْقُ هُوَ المَوْتُ، ثُمَّ نَفَخَ فيه نَفْخَةً أُخْرَى هِيَ نَفْخَةُ البَعْث ﴿نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ [الزمر: 68].

هَذَا مَلَكٌ وَاحِدٌ منَ مَلاَئكَة الرَّحْمَن، وَهَذَا عَمَلٌ مِنْ أَعْمَالِهِ الَّتي يأْمُرُه اللَّهُ بِهَا، إذًا، فَالمَلاَئكَةُ خَلْقٌ عَظيمٌ مِنْ خَلْقِ اللَّه، خَلَقَهم لعبَادَتِهِ، وَتَنْفيذ أَوَامِرِه، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ ٢٨ [الأنبياء: 26- 28]، هَذَا وَصْفٌ للْمَلاَئكَة.

أعمال الملائكة المكلَّفون بها

****

وَالمَلاَئكَةُ لَهُمْ أَعْمَالٌ، فَكُلٌّ مِنْهُم لَهُ عَمَلٌ مُوَكَّلٌ بِهِ، لاَ يَتَأَخَّرُ عَنْهُ، بَل يَقُومُ به بأَمْرِ اللَّه، وَلاَ يَعْصي اللَّهَ، قَالَ تَعَالَى: ﴿عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ [التحريم: 6]

·       فَمِنْ أَعْمَالهمْ:

أَوَّلاً: مَنْ يَقُومُ عَلَى جَهَنَّمَ، وَهُمْ مَنْ يُسَمَّوْنَ بخَزَنَة جَهَنَّمَ، أَيْ: المُوَكَّلُونَ بالنَّار وَتَعْذيب أَهْلِهَا.

ثَانيًا: وَمِنْهُمُ المَلاَئكَةُ المُوَكَّلُونَ بِحَمْلِ العَرْش، عَرْشِ الرَّحْمَن سبحانه وتعالى، قَالَ تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ لِلَّذِينَ تَابُواْ [غافر: 7].

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَيَحۡمِلُ عَرۡشَ رَبِّكَ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ ثَمَٰنِيَةٞ [الحاقة: 17].


الشرح