السَّمَاوَات وَالأَرْضِ إلاَّ مَنْ شَاءَ
اللَّهُ، قَالَ عز وجل: ﴿وَنُفِخَ
فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن
شَآءَ ٱللَّهُۖ﴾ [الزمر:
68]، وَالصَّعْقُ هُوَ المَوْتُ، ثُمَّ نَفَخَ فيه نَفْخَةً أُخْرَى هِيَ نَفْخَةُ
البَعْث ﴿نُفِخَ
فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ﴾
[الزمر: 68].
هَذَا
مَلَكٌ وَاحِدٌ منَ مَلاَئكَة الرَّحْمَن، وَهَذَا عَمَلٌ مِنْ أَعْمَالِهِ الَّتي
يأْمُرُه اللَّهُ بِهَا، إذًا، فَالمَلاَئكَةُ خَلْقٌ عَظيمٌ مِنْ خَلْقِ اللَّه،
خَلَقَهم لعبَادَتِهِ، وَتَنْفيذ أَوَامِرِه، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ
ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ
بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا
خَلۡفَهُمۡ وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ
مُشۡفِقُونَ ٢٨﴾ [الأنبياء: 26- 28]، هَذَا
وَصْفٌ للْمَلاَئكَة.
أعمال الملائكة المكلَّفون بها
****
وَالمَلاَئكَةُ
لَهُمْ أَعْمَالٌ، فَكُلٌّ مِنْهُم لَهُ عَمَلٌ مُوَكَّلٌ بِهِ، لاَ يَتَأَخَّرُ
عَنْهُ، بَل يَقُومُ به بأَمْرِ اللَّه، وَلاَ يَعْصي اللَّهَ، قَالَ تَعَالَى: ﴿عَلَيۡهَا
مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ
وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ﴾
[التحريم: 6]
·
فَمِنْ
أَعْمَالهمْ:
أَوَّلاً:
مَنْ يَقُومُ عَلَى جَهَنَّمَ، وَهُمْ مَنْ يُسَمَّوْنَ بخَزَنَة جَهَنَّمَ، أَيْ:
المُوَكَّلُونَ بالنَّار وَتَعْذيب أَهْلِهَا.
ثَانيًا:
وَمِنْهُمُ المَلاَئكَةُ المُوَكَّلُونَ بِحَمْلِ العَرْش، عَرْشِ الرَّحْمَن
سبحانه وتعالى، قَالَ تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ
يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ
لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ رَبَّنَا وَسِعۡتَ كُلَّ شَيۡءٖ رَّحۡمَةٗ وَعِلۡمٗا فَٱغۡفِرۡ
لِلَّذِينَ تَابُواْ﴾ [غافر: 7].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَيَحۡمِلُ عَرۡشَ رَبِّكَ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ ثَمَٰنِيَةٞ﴾ [الحاقة: 17].