وبِناءً على ذلكَ؛ فالتمثيلُ حرامٌ لِمَا فيه
مِن التّشبُّهِ بالكُفّار، ولِمَا فيه من اللّهوِ واللَّعِب، ولِمَا فيه من
الاغتياب والتنَقُّص للمُمَثَّلِ بهم.
السؤال: بعضُ الأئمةِ يُطِيل في
خُطبة الجُمُعة لِتَصلَ أحيانًا إلى قُرابةِ السّاعة أو تَقِلّ قليلاً، ويقولُ:
إنّ ذلك ضروريٌّ وأنّ الواجبَ أن تتطَرّق الخُطبةُ إلى مُشكلة مِن المُشكِلات
الاجتماعيّة، وأحيانًا لا تنتهي صلاةُ الجمعةِ سِوَى الساعة الواحدة مع أن
الظُّهْرَ يُؤَذَّنُ له في الساعةِ الحاديةَ عشرةَ وأربعين دقيقةً، فما حُكْمُ
ذلك؟
الجواب: السُّنّة تقصيرُ خُطبة الجُمُعةِ وإطالةُ الصّلاة؛ اقتداءً بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ قِصَرَ خُطْبَةِ الرَّجُلِ، وَطُولَ صَلاَتِهِ، مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ. فَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ» ([1]) ولأَِنّ إطالةَ الخُطْبة فيها مشَقّةٌ على المأمومينَ، ولا سِيَّمَا كِبارِ السِّنّ وأصحابِ الأشغال، ورُبّما يكونُ المكانُ مزدحمًا أو شديدَ الحرارة أو البُرودة؛ فيحصُلُ بحبْسِ النَّاس فيه مَشقّة، وليس المقصودُ من الخُطْبة تعليم النَّاس كُلّ شيء في خُطبةٍ واحدة، بل يقتصر الخطيبُ على بَيان المُهِمّ، ويحْرِص على الاختصار والتّركيز والتّأثير؛ حتى يخرجوا بفائدةٍ، ويتجنّب طَرْقَ المواضيع البعيدة عن أفهام الحاضرين وعن مُجتمعهم، ويجب أن تكون الخطبةُ نابعةً مِن الكتاب والسُّنّة لا من المَجلاّت الصُّحُفِيّة والأفكار الحِزبية والصِّراعات الجَدَلية التي أصبحت طابِعَ غالبِ الخُطَبِ اليومَ في البلاد الإسلاميّة، وهذا خروجٌ بالخطبةِ عن موضوعِها الذي شُرِعت من أجلِه، وهو تبصيرُ النَّاس بأمورِ عقيدتِهم ودينِهم ومعاملاتِهم وأخلاقِهم
([1]) أخرجه: مسلم رقم (594).