تَنقُّصُ العُلمَاءِ
وَتكفِيرُهمْ وَأثرُ ذَلكَ عَلى الأُمةِ
****
السؤال: يُوجدُ بَعضُ الشَّبابِ
يتَّهمُون الشَّيخ عَبد العَزيز بْن بَاز والشَّيخِ ابْن عُثيمِين بِأنَّهم مِن
مُرجِئة العَصر، وأنَّهم مَن أضَل الأُمَّة، فَما نَصيحتُكم لِهؤلاءِ؟
الجواب: عَلى كُلِّ حَال هَذا لَيس
بِغريبٍ، فَالذي لا يُوافِقهم عَلى هَواهُم يَحكُمون عَليهِ بالإرجَاء أو بِغيرِه
مِن المَذاهِب، حَكموا عَلى ابْن بَاز وَعلى ابْن عُثيمِين بِالإرجاءِ لأنَّهمَا
لَم يَخرُجا عَلى وَليِّ الأمْرِ، ولمْ يُكفِّرا المُسلمِين وَهم يُريدُون مِنهُما
ذَلكَ، لَكن لَمَّا عَجزوا عَن حُصولِ مُوافَقَتِهمَا لَهم حَكمُوا عَليهِما
بِالإرجَاء.
هَذا كَلامٌ بِالهوَى - والعِياذُ بِاللهِ - واتِّهامُهمْ
لِهذينِ الإِمامَينِ بِما لَيس فِيهِما، مَا عَرفنا عَنهُما إلاَّ الخَيرَ
والاسْتِقَامة والاعْتِدالِ، والحَثِّ عَلى لُزوم الكِتاب والسُّنَّة وَمنهَج السَّلفِ،
هَذا الذِي تَعلمْنَاه مِنهُما وَعرفْناه مِنهُما رحمهما الله، لَكن لَمَّا لَم يُوافقا
هَؤلاء عَلى نِزاعَاتهِم وَنَزَغاتِهم رَمَوهُمَا بِالإرْجَاء؛ لأَنَّ الذِي لا
يُكَفِّر المُسلمِين مُرجئٌ عِندهُم.
السؤال: الذِينَ يتَكلَّمُون فِي
عُلمائِنَا وَيقولُونَ: إنَّهمْ فُقهَاءُ حَيضٍ وَنفَاسٍ. وَيقُولُون: لاَ
تُفَرِّقوا بَينَ شَبابِ الأمَّة، بَل نُريدُ وَحدَة الصَّفِّ، هَل هَذا مِن
الكُفرِ بِما أنْزَله اللهُ عَلى رَسُولهِ؟
الجواب: لا، هَذا لَيسَ مِن الكُفرِ، ولَكنَّ هَذا مِن الغِيبةِ والوَقيعَةِ فِي أعْراضِ العُلمَاء وَهذا حَرامٌ بِلا شَكٍّ، غِيبةٌ شَديدَة التَّحرِيم وَعليهِم أنْ يَتوبُوا إلَى اللهِ عز وجل، ثمَّ إِن الكَلامَ فِي العُلمَاء مَاذا يُجدِي؟ مَا يُجدِي إلاَّ شرًّا. يُبغِّضُهم إِلى النَّاس وَيقلِّل الثِّقَة بِهِم، وَأينَ يَذهَب النَّاس إِذا لَم يَرجِعوا إلَى العُلمَاءِ؟ أيْنَ يَذهبُونَ؟ هَذا خَطرٌ عَظيمٌ.
الصفحة 1 / 267