أولاً: إنَّه غِيبةٌ. والغِيبةُ
كَبيرَةٌ مِن كَبائِرِ الذُّنوبِ.
ثانيًا: إنَّه يَلزمُ عَليه تَقليلُ
الثِّقةِ فِي العُلماءِ وإسْقاط مَنزلَتهمْ عِند النَّاس وَهذا أَمرٌ لاَ يَجوزُ،
وَهذا مَعنَاه: أنَّ النَّاس يَرجِعون إلَى غَير العُلمَاء فَيحصُل الشَّرُّ
ويَحصُل الفَسادُ، وَهذا مَا يُريدُه دُعاة الشَّرِّ.
أمَّا أنَّنَا نُفَرِّق بَين الشَّبابِ:
فَنحنُ نَعوذُ بِاللهِ من التَّفريقِ بَين المُسلمِين، نُحبُّ لِلشَّبابِ أن
يَجتمِعُوا، وَأن يَتآخَوا فِي الدِّين، وَأن يَكونُوا أُمةًّ وَاحدَةً وَندعُوهم
إلَى هَذا ونَحنُ نَسعَى فِي جمْعِهم، وَلكنْ جَمعهم عَلى الحَقِّ لا جَمعهُم عَلى
مَا يَقولُون: نَتعاوَن جَميعًا فِيما اتَّفَقنَا عَليهِ ويَعذُر بَعضُنا بَعضًا
فِيما اخْتلفْنَا فِيه. هَذا بَاطلٌ، بَل نَجتمِعُ عَلى الحَقِّ ونَترُكُ مَا
اختَلفنَا فِيه مِمَّا يُخالِف الحَقَّ.
السؤال: إِننا نَسكُن فِي بِلاد
الكُفرِ وَيكثرُ فِيها الخَبثُ، وَنسمعُ مَن يَطعنُ الطَّعنَ الصريحَ فِي عُلماءِ
هَذه البِلاد؛ حيثُ نَسمعُ مَن يَقول عَن هَيئَة كِبار العُلمَاء: إِنَّها هَيئةُ
كِبار العُملاَءِ، وَيتَّهِم عُلماءَ هَذه البِلادِ بأنَّهم أهْلُ مَناصِب
ومُداهَنة، بَل وَصل بِهم الحَال إلَى تَكفيرِهِم. وَأنَّهم مُوالون للطُّغاة،
كَيف نُواجِه هَذا الفِكر؟ وَكيف نَردُّ عَليهِم؟
الجواب: هَذا مَا يَضرُّ عُلماءَ هَذه البِلادِ، هَذا الكَلامُ يَضرُّ الذِين قَالوهُ، وَيرجِع عَليهِم إثْمُه وَوزْرهُ، فَلا تَحسُدْهُم عَلى مَا وقَعوا فيهِ مِن الإثْمِ والشَّرِّ، ولا تَحزَنوا عَليهِم، قَالوا فِي الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم أكْثَر مِن هَذا، قَالوا: سَاحرٌ، قَالُوا: مَجنُونٌ، قَالوا: مَعلَّمٌ، قَالوا: كَذابٌ أشِر، هَذا َما هُو غَريبٌ أبدًا، وَلا يضر علمَاءَ هَذه البِلادِ وَللهِ الحَمدُ، وإنَّما هَذا الكَلام يَرجِع إلَى قَائلِه بِالإثْمِ والضَّرَر فَلا يَحزُنْك قَولُهُم أَبدًا.