السؤال: هَل مِن الاجْتِمَاع الاسْتخفَافُ
بِـ «هَيئَة كِبار العُلمَاء»
وَرميهِم بِالمُداهَنة والعَمالَة؟
الجواب: يَجِب احْتِرام عُلمَاء
المُسلمِين؛ لأِنَّهم وَرثَة الأنْبياءِ.
والاسْتخفَافُ بِهم يُعتَبَر استِخفَافًا بِمقامِهِم،
وَوِرَاثتِهِم لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، واسْتخْفَافًا بِالعلْمِ الذِي
يَحملُونَه.
ومَن اسْتخفَّ بِالعلمَاء استَخفَّ بِغيرِهم مِن
المُسلمِين مِن بَاب أوْلى، فَالعلَمَاء يَجبُ احْتِرامُهم لِعلمِهم وَلمكَانَتهِم
فِي الأمَّة، وَإذا لَم يُوثَقْ بالعُلماءِ فَبِمن يُوثق؟ وَإذا ضَاعت الثِّقَة
بِالعلمَاء فَإلى مَن يَرجع المُسلمُون لِحلِّ مَشاكِلهم وَلبيانِ الأحْكامِ
الشَّرعيَّة؟ وحِينئِذٍ تَضيعُ الأمَّةُ، وَتشيعُ الفَوضى. والعَالِم إذا اجْتَهد
وأصَاب فَله أجْرانِ، وَإذا اجْتهدَ فَأخطَأ فَله أجْرٌ واحِدٌ، وَالخطَأ مَغفورٌ.
وَما مِن أحَدٍ استخَفَّ بالعُلمَاءِ إلاَّ وَقد عَرَّض
نفْسَه لِلعقُوبَة، والتَّاريخُ خَيرُ شَاهد عَلى ذَلك قَديمًا وَحديثًا، وَلا
سِيَّمَا إذا كَان هَؤلاءِ العُلماءُ مِمن وُكِّلَ إليهِمُ النَّظَر في قَضايَا
المُسلمِين، كَالقُضاةِ وَهيئةِ كِبارِ العُلمَاءِ.
السؤال: إِنَّنا فِي هَذه البِلاد - وَللهِ الحَمدُ - نَعيشُ فِي هَذه الدَّعْوةِ السَّلفِيَّة المُبارَكَة، وَلم يَكُن عِندَنا انْقِسامَات وَجَماعاتٌ إلَى وَقتٍ قَريب، والبِلادُ مِن شَرقِها إِلى غَربِها، وَمن جَنوبِها إلَى شَمالِها لاَ يَختلِفُون عَلى عُلمَائِهِم وَلا أُمرَائِهم، وَيُحبُّون هَذه الدَّعْوة المُبارَكة، فَما سِرُّ هَذا الاخْتلافِ الذِي نَراهُ اليَوم بَينَ شَبابِنَا حَتَّى سَمعنَا مِن بَعضِ شَبابنَا، بَل مِن بَعضِ دُعاتِنا مَن يَطعنُ فِي دَعوتِنَا وَفي عُلمائِنا، وَيُهيِّجُ عَلى وُلاةِ الأمر، فَما رَأي فَضيلَتِكُم؟