فتاوَى منهجِيّة مُتنوِّعة
****
السؤال: أجْلِسُ مع أُناسٍ،
فيقُولون لي: لا تَطْلُبِ العِلْم؛ لأنّ ابن عباسٍ رضي الله عنه كان يتَزَوَّدُ
مِن الإيمانِ حتَّى عَرَفَ رَبَّهُ بالإيمانِ، ولم يطلبِ العِلْمَ إلاَّ حِينما
كَبِرَ في السِّنِّ.
الجواب: هذا كلامٌ باطِلٌ، وهذا
يُروِّجُه أناسٌ من الصُّوفيّة والحِزبِيّين يُريدون تَضْليلَ شبابِ المسلمين،
ويُنَفِّرُونهم مِن طلب العلم، فاحذروا مِن هؤلاء، يطلبُ العلم الإِنسَان من سِنّ
التمييز، إلى الوفاة، وهو يطلُبُ العِلْمَ، ولا يَتْرُك طلَبَ العلمِ، مَنِ الذي
يقولُ لا تَطْلُبِ العِلْمَ حتّى تَكْبُرَ مِثل ابن عباس؟! ابن عباس رضي الله عنه
كان طفلاً صغيرًا، وكان يُلازِم مجالس الرسولِ صلى الله عليه وسلم حتى أنه إذا
قامَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم يُصلِّى مِن الليل - وابن عباس طفل - قامَ، وصفَّ
إلى جانبِه، يتلقّى منه صلى الله عليه وسلم، هل أنت تعرِفُ ابن عباسٍ وسيرةَ ابنِ
عباسٍ كيف تعلَّمَ؟ يا سُبحان الله! لكن أنا أقولُ لكم هناك ناسٌ عندهم تصوُّفٌ،
والصوفيّة عمومًا يُحذِّرُون مِن طلب العِلم؛ لأنّ طلَبَ العِلْمِ يَرُدُّ
ضَلالَتَهُم، وينقُضُ مَذهبَهُم؛ فهم يخافُونَ مِن هذا، فاطلبوا العِلمَ، ولا
تلتَفِتُوا إلى هؤلاءِ.
السؤال: بعضُ المُرَبِّين للشَّبابِ
إذا نَصَحْنا لهم عن عُلماءِ السُّوء، قالوا: خُذْ بالخيرِ الذي عندهم، واترك
خطأهم، فهل هذا صحيح؟
الجواب: هناك علماءُ سُنَّةٍ واستقامةٍ - والحمد لله - ما أحْوَجَك اللهُ إلى عُلماءِ السُّوء وإلى كُتُبِ الضّلال، عندنا - ولله الحمد - عُلماء، وعندنا كُتُبٌ صحيحةٌ، فنَلْزَمُ هذه الأمورَ، ولا نَذْهب إِلى عُلماءِ الضَّلال أو المُبتَدِعة أو إلى الكُتُب المُخْتلطة، عندنا - ولله الحمد -
الصفحة 1 / 267