الجِهادُ فِي مُعتَقدِ
أهْلِ السُّنَّة والجَماعَة
****
السؤال: أيُّهمَا أعْظمُ؛ جِهادُ العِلْم،
أَم جِهَاد السَّيفِ؟
الجواب: جِهَاد العِلمِ أَوَّلاً،
فَلا بُدَّ أَن يَتعلَّم الإِنسَان مَا يسْتَقيمُ بِه دِينُه، قَال سُبحَانَه: ﴿فَٱعۡلَمۡ
أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ
وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محمد: 19].
بَدأ بِالعلْم قَبل القَولِ وَقبل العَملِ، العِلمُ أوَّلاً، قَال تَعالَى: ﴿فَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ
وَجَٰهِدۡهُم بِهِۦ جِهَادٗا كَبِيرٗا﴾
[الفرقان: 52]، ثُمَّ يَكون الجِهادُ بِالسَّيف حتَّى يَكونُ جِهادُه عَلى عِلمٍ
وَعلى بَصيرَةٍ وَلا يَكون عَلى جَهلٍ، عَلى خَطأ.
السؤال: أيُّهمَا أعْظمُ عِند اللهِ
قدرًا: الذِين يُجاهِدونَ المنَافِقِينَ، أم الذِين يُجَاهدُونَ الكُفَّارَ؟
الجواب: الجَميعُ، كُلُّهم لَهُم
أجرٌ عِند اللهِ سُبحانَه وَتعالَى؛ الذِينَ يُجاهِدون المُنافِقينَ والذينَ
يُجاهِدون الكُفَّار، المُنافقُونَ يُجَاهَدُون بِاللِّسانِ والقَلمِ وَكشفِ
شُبهَاتِهِم، وَهذا بَابٌ عظِيمٌ؛ لأنَّه دِفاعٌ عَن الإسْلام، وَكذلِك جِهاد
الكُفَّار.
وَلكِن جِهاد الكُفَّار - والله أعلمُ - أعظم؛ لأِنَّ جِهاد الكُفَّار يَحصُل فِيه مَصالح عَظيمةٌ. والمُجاهِد يَتعرَّض لِخطرٍ، يَتعرَّض لجِراحٍ وقَتلٍ خِلافَ الذِي يُجاهِد المُنافِقين، هَذا لاَ يتَعرَّضُ لِخطرٍ وَلا يَتعرَّضُ لِجراحٍ مِثل المُجاهِد فِي قِتالِ الكُفَّار. لَكنَّ مَن يُجاهِدُ المُنافقينَ فَهوَ عَلى أجْرٍ عَظيم، لاَ شَك.
الصفحة 1 / 267