مسائلُ المظاهرةِ
والمُوالاَةِ والحَاكِمِية
****
السؤال: المعاملاتُ التجاريةُ مع
الكفارِ تقتضي أن نضحكَ معهم، ونجتمع معهم ونُآكِلَهم ونُشَاربَهم في بعضِ
الأحيان؛ لأجلِ إبرامِ أمورِ التجارة، هل هذا يُعَدُّ من المُوَالاة؟
الجواب: أمورُ التجارةِ لا تُعَد من
الموالاة، بل من تبادُلِ المصالح، لكن لا تُظهِر لهم المحبة، والصَّداقة، لكن
تعاملْ معهم في حدودِ المَصَالحِ المُتبادلة.
السؤال: ما معنى قولِ النبي صلى
الله عليه وسلم: «أَخْرِجُوا
الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ»، وما علاقته بالولاءِ والبراء، وما
هي حدودُ الجزيرة؟
الجواب: هذه المسائل كُتِبَ ووضِّحَ الأمرُ فيها وتجلَّتْ وللهِ الحمدُ أنه ليس معنى «أخرجوهم» أن كلَّ واحدٍ يُخرجهم، هذا من صَلاَحياتِ وليِّ الأمرِ الذي له الحَلُّ والعَقد، هذه ناحية، الناحية الثانية أن معنى «أخرجوهم» يعني لا تتركوهم يَستوطِنون ويتملَّكون في بلادِ المسلمين، ويبنون كنائسَهم، وليس معناه أنه لا يأتي منهم تُجَّار، ولا يأتي منهم خُبراء، ولا يأتي منهم مَندوبون للتَّفاوُضِ مع المسلمين، أو يأتي منهم ناسٌ للاستطلاعِ عن الإسلام للتفاوضِ مع المسلمين، أو يأتي منهم ناسٌ للاستطلاعِ عن الإسلام ﴿وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ﴾ [التوبة: 6]، فالمعنى أنهم لا يُتركون يَستقِرُّون استقرارًا دائمًا ويسكنون سُكْنى مستقرة، وليس معناه منعَ القُدومِ الطارئِ لأغراضٍ مُباحةٍ ويرجعون، فهذا لا يدخلُ في هذا الحديث، ثم إنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم قال: «أخرجوهم» ما قال: اقتُلُوهم، وهؤلاء المُخرِّبون يقتُلونهم،
الصفحة 1 / 267